صدرت عن دار رافد بالقاهرة، الترجمة العربية لخطب الروائي الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل في الآداب بعنوان "ما جئت لألقي خطبة". ويتضمن الكتاب كافة الخطب التي كتبها صاحب " مائة عام من العزلة " لتقرأ على جمهور بداية من الخطبة التي كتبها في سن السابعة عشر لتوديع زملائه في مدرسة ثيباكيرا عام 1944 ونهاية بالخطبة التي قرأها أمام أكاديمية اللغة وملوك أسبانيا عام 2007. وجابرييل جارسيا ماركيز (ولد في 6 مارس 1927) وهو روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي. ولد في مدينة أراكاتاكا في مديرية ماجدالينا وعاش معظم حياته في المكسيك وأوروبا ويقضي حالياً معظم وقته في مدينة مكسيكو. نال جائزة نوبل للأدب عام 1982 وذلك تقديرا للقصص القصيرة والروايات التي كتبها. ومن أشهرها " خريف البطريرك " و" رائحة الجوافة ، سرد أحداث موت معلن ، و"الحب في زمن الكوليرا". وتكشف الخطب ال 22 التي ترجمها المترجم أحمد عبد اللطيف كيف أن الكاتب الكولومبي الأشهر في القرن العشرين يهاب الكتابة ويخشاها. وتعطي الخطب بعض مفاتيح التعامل مع عالم الكاتب البارز فيما يسمى بأدب " الواقعية السحرية " كما تفسر الكثير من محطات حياته ، وعلاقته بالكتابة وتعكس كذلك حسه الاستثنائي بالسخرية ، ففي خطبة قدمها في العام 1970 بعنوان " كيف بدأت الكتابة " يكشف ماركيز أنه بدأ بكتابة قصة قصيرة اعتراضا على ملاحظة أبداها مدير لأحدى الملاحق الأدبية مؤكدا أن الاجيال الجديدة من الكتاب لا تقدم شيئا ، لكن قصة ماركيز دفعت هذا المحرر لاعادة نظر في هذا الحكم اذ قدم قصة ماركيز في العدد التالي معترفا بأنه أخطىء لأن القصة تكشف أننا أمام كاتب عبقري " وينظر ماريكيز للكتابة باعتبارها ورطة اذ اضطر بعد هذه القصة إلى مواصلة الكتابة مشيرا إلى ان مهنة الكتابة ربما تكون المهنة الوحيدة التي كلما مورست كلما ازدات صعوبتها. ويلفت النظر في الكتاب على نحو واضح الخطبة التي قدمها في مارس 2007 وتحدث فيها عن حلم رواده وقت كتابة روايته الاشهر " مائة عام من العزلة " حيث حلم بظهورها في طبعة من مليون نسخة وقد تحقق الحلم بالفعل لكن حياة الكاتب كما يشير لم تتتغير على الرغم من أن قراء الرواية كما يقول " أصبحوا جالية " وتعكس واحدة من الخطب خبرة ماركيز بالصحافة التي مارسها لسنوات طويلة مؤكدا أنها أفضل مهنة في التاريخ لافتا الى أن كثيرا من التجاوزات الاخلاقية التي تلوث هذه المهنة وهي نتاج لنقص في التمكن المهني ، فلسوء حظ كما يقول تعلم كليات الاعلام أشياء مفيدة لممارسة المهنة ، لكنها لا تعلم شيئا عن المهنة ذاتها. وبحسب ناشر الكتاب فإن الخطب تسلط الضوء على ثقافة ماركيز وخبرته الاجتماعية ووعيه الحاد بقضايا العالم الثالث الذي يمثله سواء تمثل هذا الوعي بمخاطر تجارة السلاح أو المخدرات ، كما لا تخلو الخطب من الحكايات المسلية والعميقة. ويتضمن الكتاب كذلك ملحقا توثيقيا بالظروف التي أنتجت هذه الخطب والسياقات السياسية والثقافية المرتبطة بها. وسبق لمترجم الكتاب أحمد عبد اللطيف أن ترجم مجموعة من القصص القصيرة لماركيز، إلى جانب ترجمته لخمس روايات للكاتب العالمي البرتغالي خوسيه ساراماجو، الفائز بجائزة نوبل، وهي "ذكريات صغيرة"، و"البصيرة"، و"ثورة الأرض"، و "مسيرة الفيل"، و"كتاب الرسم والخط"، فضلاً عن كتابته لرواية حملت اسم "صانع المفاتيح".