أعلن الكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل في الأدب جابرييل جارثيا ماركيز أنه يعاني من الكتابة الصحفية الرديئة، وذلك في مثل هذه الأوقات التي تخضع فيها الصحافة لسيطرة وهيمنة الشركات الكبرى. وأدلى ماركيز بهذه التصريحات أول أمس في مدينة مونتيري المكسيكية، خلال حفل تقديم جوائز الصحافة التي تمنحها مجموعة شركات سيميكس العملاقة، باسم الصحافة الجديدة في أيبيروأمريكا، والتي يرأسها الأديب الكبير وفاز بها الصحفي والمذيع الأسباني إينياكي جابيلوندو. وتابع ماركيز حديثه الذي نشرته اليوم جريدة الباييس الأسبانية ونقلت عنها صحيفة "الرأي" الأردنية قائلا: الصحافة تجري في دمائي، فهي المهنة الأكثر روعة، وأوضح صاحب كتاب "مائة عام من العزلة": أستيقظ كل يوم صباحا، وأقرأ الجرائد لأرى هل يقولون شيئا جيدا أم شيئا سيئا، فكل صباح الأمر كالمأساة، وذلك باستثناء بعض التحقيقات التي أجدها مثل الجواهر النادرة. وانتقد ماركيز السرعة التي يعمل بها الصحفيون في الوقت الحالي مؤكدا: يبدو أنه لا وقت لديهم، الصحافة الحقيقية تصدر من روح الصحفي، فالباقي عمل الماكينات، وربما الصحافة التقليدية كانت أفضل لأنها كانت أكثر بطئا وتتيح للصحفي العمل بهدوء وإتقان. وقد تسلم الجائزة في دورتها الأولى الصحفي الأسباني إينياكي جابيلوندو، وهو يعمل في مجال الأخبار بالإذاعة والتلفزيون الأسباني. وأوضح جابيلوندو الفائز بالجائزة: أنه شرف عظيما لي أن يرأس الجائزة جابرييل جارثيا ماركيز، فهو يعد حدثا تاريخيا خلال مسيرتي المهنية. وواصل المذيع الأسباني اللامع حديثه قائلا: الصحفيون في الوقت الحالي كأنهم منومون مغناطيسيا، وذلك بسبب السياسة، والممولين للبرامج الاستعراضية والرياضية، وكل ذلك مع غياب البرامج ذات الأهداف الإنسانية التي تختفي يوما بعد يوم في الوقت الراهن. جابرييل خوسيه جارسيا ماركيز ولد في 6 مارس 1927، هو روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولمبي. ولد في مدينة أراكاتاكا في مديرية ماجدالينا وعاش معظم حياته في المكسيك وأوروبا ويقضي حالياً معظم وقته في مكسيكو سيتي. نال جائزة نوبل للأدب عام 1982 م وذلك تقديرا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها. ومن أشهر رواياته "مائة عام من العزلة" والتي بيع منها أكثر من 10 ملايين نسخة، ومن أعماله المشهورة الأخرى "خريف البطريرك"، و"سرد أحداث موت معلن"، و"الحب في زمن الكوليرا". كما أصدر مذكراته بعنوان "عشت لأروي" والتي تتناول حياته حتى عام 1955.