فاز الكاتب الكبير عبد الوهاب الأسواني بجائزة الدولة التقديرية في الآداب وقيمتها 200 ألف جنيه. ولد الأسواني في قرية جزيرة المنصورية بمحافظة أسوان عام 1934، وقد عده النقاد أحد أبناء المدرسة العقادية، نسبة إلى محمود عباس العقاد، في التثقيف الذاتي إذ إنه وصل في دراسته إلى الثانوية العامة ولم يكمل تعليمه نظرًا لانشغاله بتجارة كبيرة بدأها والده في الإسكندرية، ويروي هو عن نفسه أن :" والده كان لا يستطيع أن يكتب إلا اسمه، وكان له صديق يدعى الشيخ إبراهيم الأزهري لديه مكتبة من الأعمال الدينية والشعر القديم والتاريخ، فأحب الشعر القديم والتاريخ، وبعدما انتهيت من قراءة كتب التاريخ التي كانت بحوزة الشيخ إبراهيم درت على مكتبات الإسكندرية وكنت اشتري الكتب لقراءتها ثم إرجاعها مقابل قرش صاغ على الكتاب، ولكن ظلت كل قراءتي تاريخية". وفي المدينة الساحلية التي تقع شمال مصر اختلط الأسواني بمجتمع بالأدباء والمثقفين، واقتدى بالأجانب الذين كانوا يقطنون الحي الذي كانت به تجارة والده، فتعلم منهم أهمية قراءة الآداب ومتابعة الفنون، و بدأ في سن صغيرة يلتهم الكتب إلى أن صار أحد أهم المثقفين الموسوعيين خاصة في مجال التاريخ، غير أن الرواية حظيت بجل اهتمامه واخلص لها إلى جانب القصة، وصدرت له عدد من المجموعات قصصية منها: مملكة المطارحات العائلية، وللقمر وجهان، شال من القطيفة الصفراء، إلى جانب عدد من الروايات والتي تحولت بعضها إلى مسلسلات و سهرات تليفزيونية وإذاعية مثل: النمل الأبيض، اللسان المر، نجع العجايب، سلمى الأسوانية. ولم يقتصر مشوار الأسواني عند الكتابة الأدبية فقط بل امتد إلى الصحافة، فشغل مناصب عدة منها: مستشارًا لرئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، وأسس مع رجاء النقاش جريدة الراية القطرية، ورأس تحرير مجلة "الشرق" السعودية لمدة 12 عامًا، وذلك بالرغم من أنه في بداية حياته كان يخشى الصحافة ولا يريد العمل بها، إذ يروي:" ذات يوم التقى بي يوسف السباعي وكان حينها رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" وقال لي: أسلوبك يتسم بالسخرية وهذا مطلوب في الصحافة، وطلب مني أن أعمل معه في الصحافة فصمت، وكنت أيامها قرأت مقالا لهيمنجواي بعنوان "الصحافة مقبرة الأدباء" ففضلت ألا أعمل في الصحافة، وبعدما سألت الأصدقاء قالوا أني مخطئ وأن هذا الحديث ينطبق على أوروبا وليس علينا"، وفي أحد الأيام قام فاروق حسني حينما كان رئيس قصر ثقافة الأنفوشي، باستضافة رجاء النقاش الذي سلم علي بحرارة وسألني إن كنت غير مشغول في الغد، فقلت له نعم، سألني هل أعمل معه في الصحافة فقلت له نعم وكنت قد وعيت الدرس.. فعملت معه بمجلة "الإذاعة والتلفزيون، وهكذا بدأت رحلتي مع الصحافة". حاز الأسواني على 11 جائزة مصرية و عربية من بينها المركز الأول في خمس مسابقات للقص، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، لينال أخيرًا جائزة الدولة التقديرية في الآداب تقديرًا لمشواره الإبداعي الكبير وإنتاجه الأدبي المتميز.