توالت الرسائل القصيرة على حساب صندوق "تحيا مصر" بعد مبادرة "صبَّح على مصر بجنيه" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر "رؤية مصر 2030"، حيث بلغت مليونًا و250 ألف جنيه من خلال 250 ألف رسالة في يومها الثاني. رشاد عبده الخبير الاقتصادي قال ل"بوابة الأهرام" إن ما طرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي حول "صبح على مصر بجنيه" هي مجرد فكرة الهدف منها توسيع قاعدة المشاركة المجتمعية مؤكدا أنها ليست مبادرة وعلى الحكومة من خلال وزارة الاتصالات أن تبلور هذه الفكرة وتقوم بالإعداد لها وطرحها. فالرئيس هو من يرسم السياسات والحكومة الذراع التنفيذي له. وتساءل عبده: "هل هناك مواطن لديه القدرة للتبرع كل يوم، وهل هناك ثقافة أن المواطن يتبرع كل يوم، موضحا أن مبادرة صندوق "تحيا مصر" من الممكن أن تساهم في توفير فرص عمل وتساهم في تمويل المشروعات الصغيرة ولكنه دور تنموي محدود. وأشار إلى الدور الاجتماعي لصندوق "تحيا مصر" في واقعة سيولالإسكندرية حيث ساهم في تغيير شبكات الصرف ولا يمكن أن يحدث هذا من خلال الحكومة نظرا لمحدودية الإمكانيات ووجود ميزانيات مرتبطة بها، وهناك أولويات للمشروعات التي سيتم تنفيذها وحدوث مثل هذه المفاجآت سوف ينتظر للميزانية الجديدة ويتم أخذه في الاعتمادات الجديدة، وهذا يستغرق وقتا كبيرا، فضلا عن بيروقراطية الحكومة التي لا تعمل والرئيس متمسك بها، موضحًا أنه لا وجود لمثل هذه المبادرات في عهد الرؤساء السابقين. وكان الرئيس السيسي قد أعلن من قبل عن مبادرة لجمع التبرعات لصندوق تحيا مصر، داعيا المصريين للتبرع من داخل مصر وخارجها. وقالت بسنت فهمي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب إن طرح الرئيس السيسي لفكرة "صبح على مصر بجنيه" المقصود منها تفجير هام لموضوع التكافل الاجتماعي وتوصيل رسالة للشعب المصري باحتياج الدولة للمساعدة، دون أن تلجأ إلى الاقتراض من الخارج، والتبرع بهذا المبلغ البسيط -الذي تستهين به الناس- في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها يمكن استغلاله بطرق عدة. وأوضحت في تصريحاتها ل"بوابة الأهرام" أن تطبيق الفكرة له مردود اجتماعي يعود بشكل غير مباشر على الاقتصاد المصري وذلك من خلال الاستقرار الاجتماعي، فيمكن توجيه حصيلة هذه المبالغ للمستشفيات وتطوير العشوائيات أو مساعدة بعض الفقراء منه وهناك جهات كثيرة بحاجة إلى مثل هذه المبالغ. ولفتت إلى وجود أفكار شبيهة بذلك في الماضي مثل معونة الشتاء، والتي تعود إلى ثورة 23 يوليو، وكان هدفها تقديم المساعدات للفقراء من خلال جمع المال سنويا على شكل تبرعات من المواطنين في الصيف وصرفها لمستحقيها في الشتاء، من خلال توزيع البطاطين والأغذية والمساعدات المالية للفقراء، ومساعدة متضرري الكوارث والسيول، والأرامل والمطلقات وذوي الاحتياجات الخاصة. وتوضح التجارب السابقة بحسب الدكتور محمد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن الحس الوطني للأفراد هو الذي يقود مثل هذه المبادرات في البداية من حيث الإقبال عليها بالتبرع، وبعد أن يهدأ هذا الإحساس يصاب المواطن بالفتور ويتوقف التبرع أو يقل بدرجة كبيرة، خصوصا وأن المواطنين لديهم رغبة لمعرفة أين وجهت هذه الأموال، في ظل موجة التضخم التي تلتهم دخول المواطنين وارتفاع أسعار الدولار. ويشير إلى أنه على الرئيس السيسي قبل طرح مبادرات وأفكار مثل "صبح على مصر بجنيه" أن يتم تحديد مشروع بعينه ويدعو المواطنين للتبرع لهذا المشروع وتكون هناك جهة ما متخصصة تكون مسئولة عن هذه المبالغ وتعلن عن جهات صرفها، وهو ما سيكون له مردود إيجابي على الاقتصاد المصري إذا ما تم توجيهها إلى المشروعات الاقتصادية الملحة. وأشار عبده إلى أن حكام ورؤساء وملوك الدول الخارجية لا يدعون إلى مثل هذه المبادرات وإنما توجه الدعوة من قبل شخصيات عامة في هذه المجتمعات مثل ما حدث في مصر عندما دعت أم كلثوم إلى إقامة حفلات يوجه عائدها إلى بناء الجيش المصري.