قال الدكتور مصطفى الفقي المفكر السياسي، في تحليله لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، في احتفالية استراتيجية التنمية المستدامة 2030، إن الرئيس غاضب ومن الواضح أن لديه معلومات لا يفصح عنها، فالرئيس بدأ يشعر أن حجم الاستهداف كبير. وأضاف الفقي: "أنا أختلف مع الرئيس في دفاعه المطلق عن الحكومة لأنه في هذه الحالة يجب أن يكون ذا جلد سميك ويقبل الانتقاض والإهانة"، مؤكدًا أن كل من ينتقد الحكومة يعتقد أنه داعم إلى الرئيس. وأضاف الفقي، في حواره ببرنامج يحدث في مصر علي فضائية ال"إم بي سي" اليوم الأربعاء أن مستوى الحكومة لا يرقي إلى مستوي تفكير الرئيس وطموحاته، مؤكدًا أن الشعب أكثر قدرة من الرئيس على تقييم أداء الحكومة، فهو يقيم الأداء الذي يسمعه لكننا أقدر بأن نقيم الأداء الذي نشهده. وأوضح الفقي، أن من الممكن أن يوصلنا الدستور إلى طريق مسدود وهو أمر وارد حذر منه الرئيس في خطابة بشكل خفي. وقال، إن السياسة في خطابة اليوم طغت بشكل كبير عن الأرقام والإحصائيات فهذا خطاب ذو طابع سياسي، وكنت أتمني أن يوجه هذا الخطاب إلي أعضاء البرلمان، مؤكدًا أن تزايد وتيرة الانتقاد سبب رئيسي في غضب السيسي، حيث وصله أن هناك حالة عالية من الإحباط انتشرت بين جموع الشعب المصري، فتوقعات الناس فيه كانت عالية لأنه بات بالنسبة لنا "الرجل المنقذ" وهذا أمر مستحيل فلا يوجد من يسير علي نفس مستوي الأداء طوال الوقت. وأضاف الدكتور مصطفي الفقي أن الرئيس يبدو كأنه غاضب من وزير الداخلية وكان هذا جليًا حين قال "لن نسمح لأحد بأن يهين كرامة المصري"، مؤكدًا أن التعليم هو الأساس في تحسين مستوي الدولة، فلقد بح صوتنا في ضرورة رفع مستوي التعليم المصري لتحسين ورفع درجة الوعي بالدولة. وأكد الفقي، أن هناك محاولة لتقويض أعمدة الدولة وهناك من يحاول أن يعبث بالشرطة والقضاء والجيش، مضيفًا أنه لا يوجد صراع بين الأجهزة فجميعهم يسيرون في اتجاه واحد وعلى خطى ثابتة والرئيس يعي ذلك تمامًا. وأوضح أن عقل المصري أختلف كثيرًا على مدار 5 سنوات ماضية، وأصبح لديه سلم اهتمامات جديدة لم تكن موجود من قبل، فأصبح لديه إحساس أنه شريك ولديه رغبه في المساهمة في التنمية وإبداء الرأي، ولكن أجهزة الدولة لم تستطع تقبل هذه الفكرة حتى الآن. وأضاف الدكتور مصطفي الفقي أنه يشعر بمعاناة الرئيس، قائلًا؛ حل المعاناة هو تعيين الأفضل في المكان الأمثل، فالرئيس قادر علي أن يختار أفضل أبناء مصر من الداخل والخارج.