الارتباط بين العندليب والسندريلا كان لغزا حتى وقت قريب فقد كانا عاشقين يغنيان للحب ولكن كتب عليهما القدر ألا يعيشاه، إلا في كواليس حياتهما ولمدة مرت، كأنها أغنية قصيرة لعبد الحليم أو مشهد خاطف لسعاد، صارا مثالين للحب واحتفظا بصورهما وأغانيهماالعشاق، لكن التاريخ كتب رباطا أبديا بينهما أشد وثوقا من أي رباط آخر، فقد كان يوم 21 يونيو يوم ميلاد عبد الحليم حافظ وهو يوم موت سعاد حسني وبين الميلاد والموت تجرعا من الآلام مالا يطيقه بشر ومع ذلك ظلا الثنين على بعدهما أروع دويتو يمثل ويغنى للعاشقين. لا يمكن بعد كل ذلك أن تكون الصدفة وحدها هى التى شاءت أن يكون يوم 21 يونيو هو نفس اليوم الذى سجل اثنان من أهم الأحداث التى شهدها تاريخ الفن، بأن جمع القدر بين الحدثين، كما أن القدر أيضاً لعب دوراً هاماً في قصة الحب القوية التى جمعتهما، فقد كانت سعاد هى الحب الأول فى حياة العندليب عبد الحليم حافظ، فقد عشقها كثيراً وتزوج منها فى السر، لكنه رفض الإفصاح عن علاقته بها حتى لا يخسر معجباته من الفتيات، إضافة إلى خوفه من أن يغضب منه أبناء قريته نظراً لزواجه من فنانة، الأمر الذى أدى إلى انفصالهما. زواج سعاد حسنى وعبد الحليم أثار جدلاً لسنوات طويلة داخل الوسط الفنى الى أن صدر كتاب لعز الدين حسنى شقيق سعاد والذى جاء ليجيب عن جميع الاسئلة التى ظلت محط تساؤلات في أذهان الكثيرين أهمها زواج شقيقته من عبد الحليم عرفياً، حيث أكد أن سعاد اتصلت به ذات مرة وأخبرته بأن هناك قصة حب تجمعها ب عبد الحليم حافظ وأنهما سيتزوجان ،وهو ما حدث بالفعل حيث استمر الزواج بعقد عرفي لمدة 6 سنوات. وحسبما كان يؤكد عز الدين في كتابه إنه ذات مرة كان لدى شقيقته سعاد في شقتها بالمهندسين، وفي أثناء وجوده حضر عبد الحليم حافظ وكان سعيدا للغاية وقام بعمل وجبة "مكرونة" لهما. ويقال أن أغنية " حاول تفتكرنى" قدمها هدية لعيون سعاد حسنى، بعد أن فشلت للأسف جميع محاولات الصلح لعودتهما مرة أخرى الأمر الذى جعله يبعث لها برسالة في هذه الأغنية بأن تحاول تتذكره دائماً ولاتنساه. رغم انفصال عبد الحليم وسعاد، إلا أنهما ظلا أصدقاء، وفي أيام مرضه الأخيرة كانت تحرص على زيارته وأن تشد من أزره ليتجاوز الأزمة التى يمر بها. ويبدو أن الصدفة التى جمعت بين تاريخ ميلاد عبد الحليم ووفاة سعاد حسنى، وجمعتهما أيضاً في الحياة من خلال قصة حب قوية لعبت دوراً آخر في خلق نهاية مأساوية لكلاً منهما، فعبد الحليم فارق الحياة في عز مجده ونجاحه بعد صراع مرير مع المرض، وسعاد لم تفرح بعودتها للحياة بعد تماثلها للشفاء من الآلام العمود الفقرى الذى داهمها لأكثر من 10 سنوات فبعد إعلانها عن عزمها العودة إلى القاهرة بعد رحلة علاج طويلة في لندن، وفي ليلة عودتها كتبت سعاد الصفحة الأخيرة في حياتها عندما عثروا على جثتها أسفل مبنى ستياروات تاور في واحدة من أكثر الجرائم غموضا ولكنها معتادة في لندن، تلك المدينة قاسية القلب التى كان عبد الحليم يتجرع فيها الآلام في رحلاته إليها للعلاج من مرض ميئوس من شفائه.