هل هي مصادفة أن تكون ذكرى ميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هي نفسها ذكرى اليوم الذي رحلت فيه السندريللا سعاد حسني عن عالمنا؟ دوما ما تحمل حياة العندليب والسندريللا ارتباطا غامضا؛ فكلاهما عاش حياة مليئة بالألم والحب، وكلاهما سخّر حياته من أجل الفن؛ حتى إن الروايات الكثيرة التي تدور حول حبهما لبعضهما تُرجِع أن سر ابتعادهما عن بعضهما هو الفن الذي أفنيا عمرهما فيه. الارتباط بين العندليب والسندريللا كبير يتخطى فكرة الارتباط التاريخي لميلاده ووفاتها، فعبد الحليم هو من رشح سعاد حسني لبطولة فيلم "البنات والصيف"؛ إلا أنها لم تتحمل نظرات عبد الحليم لها، حتى وقع الاختيار في النهاية على زيزي البدراوي لتقوم ببطولة الفيلم، بينما تجسد سعاد حسني دور أخته في الفيلم. عبد الحليم دوما ما كان يوجّه سعاد حسني في حياتها الفنية، وكان يبدى اهتماما واضحا بها لا ينكره حتى أقرب الأقربون من كليهما. هناك اعترافات كثيرة تُشير إلى احتمالية كبيرة من زواجهما؛ خاصة أن سعاد حسني -كما تقول الروايات- اعترفت للكثيرين أنها تزوجت من العندليب سرا؛ إلا أن هناك جهات أمنية كثيرة كان من مصلحتها في هذا الوقت عدم الإعلان عن هذا الزواج؛ نظرا لصورة العندليب الذي يعتبر "مطرب الثورة الأول". وبعيدا عن هل تزوجت سعاد حسني من عبد الحليم أم لا.. فلا أحد ينكر أن هناك ملفا شائكا ومعلومات لا يعلمها أحد في هذا الأمر، حتى مع تأكيدات عز الدين حسني -شقيق سعاد حسني- في كتابه الذي نُشِر عن السندريللا بعد وفاته، والذي أكّدته جانجاه، شقيقة سعاد. وأتساءل هنا.. هل كون الشخص من المشاهير يجعل حياته الشخصية عُرضه للصحافة والانتهاك بمثل هذا الأمر؟! فإن تناول حياة العندليب والسندريللا حتى بعد وفاتهما وانتهاك أسرارهما الشخصية.. هل تزوجا أم لا؟ هل كانت بينهما علاقة أم لا؟! أمر يخصنا في شيء؟ ولو دقق أي شخص في حياة كلا النجمين لوجد أن حياتهما كانت مثالا للألم الحقيقي؛ في حين أن العندليب كان مريضا بشدّة ويعيش حياة مليئة بالألم في أغلبها.. فإن السندريللا هي الأخرى لم تسلم من هذا الألم؛ في ظل الخيانات الكثيرة التي تعرضت لها في حياتها، وفي ظل استغلالها من قِبل البعض لمصالحهم الشخصية. إن هذين الشخصين لم يحييا حياة طبيعية، وارتبطت حياتهما في أشياء كثيرة؛ منها هذه المصادفة الغريبة وفاتها وميلاده.
شاهد مشهدا يجمع سعاد حسني وعبد الحليم حافظ في فيلم "البنات والصيف" إضغط لمشاهدة الفيديو: