حالة غير تقليدية عاشها جمهور معرض الكتاب، اليوم الجمعة، حيث شهد المعرض، ربما للمرة الأولى، فعالية للرسم على الأسفلت، بحضور بعض قيادات وزارة الثقافة. ازداد تفاعل الجمهور، ولا سيما الأطفال، بمشاركتهم لرئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور خالد سرور، ورئيس هيئة الكتاب الدكتور هيثم الحاج علي، ونائبه الدكتور محمود الضبع، الرسم على الأسفلت. قال د. سرور ل"بوابة الأهرام" إن الفكرة قديمة، موضحا: خلال طفولتي كنت أرسم على الأسفلت، وجاءتني فكرة لنقل الثقافة البصرية لأكبر قدر من الجمهور. وليس هناك فرص أفضل من معرض الكتاب، الذي يضم فئات مختلفة ما بين أطفال وشباب وكبار، مثقفين وغير مثقفين. وتابع: ليس شرطا أن يقوم بالرسم على الأسفلت فنان، الأمر مفتوح لأي فرد. في إطار إحداث حالة من التفاعل بين الجمهور والحركة التشكيلية، التي قد تكون غير منفصلة، وإن كانت في واقع الأمر غير ذلك. كان اختيار يوم الجمعة عقب الصلاة موفقا، وهنا يشير د.سرور إلى اختيار هذا اليوم له مفهوم، متابعا: وأنا كأب لدي انطباع أن يوم الجمعة هو يوم فسحة الكتب، فأصطحب عائلتي لمعرض الكتاب وكأننا نذهب لرحلة،ولكنها رحلة لها طابع مختلف، رحلة ثقافية وترفيهية وفنية. أكبر كثافة تكون في ذلك الوقت فكيف لا نستفيد منها. واستطرد: بدأت أرسم أنا والدكتور هيثم بمفردنا، ومع الوقت بدأت أعداد الجمهور تتزايد، طرحت الفكرة وتحمس لها د.هيثم وقال "نرسم سويا"، واتفقنا على أن نرسم على الأرض على مساحة 50 مترا، ولكن ما حدث أن المساحة أزدات عن 100 متر. وأشاد سرور بما وصفه بتعاون واستيعاب الحاج علي الفكرة. يذكر أن معرض الكتاب يشهد، لأول مرة، مشاركة كبيرة من قبل قطاع الفنون التشكيلية. حيث يضم جناح القطاع بمبنى الصندوق الاجتماعي سجادا وأكلمة يدوية، وحرفًا تقليدية، منها التطعيم والحفر على النحاس، وأشغال السلك والمعدن، وعرض لوحات. يذكر أن مشاركة قطاع الفنون التشكيلية بمعرض الكتاب كانت تعرف بالمحدودية، وعن سر تزايد المشاركة في الدورة الحالية يقول سرور: الثقافة كل لا يتجزأ. ليس معنى أنني مختص بالفنون التشكيلية انفصل عن معرض الكتاب. إذا كنا نؤمن بعدم تجزئة الثقافة، فلابد أن نشارك بقوة في معرض خاص بقطاع آخر بوزارة الثقافة. وفي النهاية القطاعان يدعمان بعضمها البعض. ومن جانبه قال د.هيثم الحاج علي: لست محترفا للرسم، ولكن الموضوع يكمن في إعطاء مثل أن الفن التشكيلي مهم جدا. ونعطي نموذجا لتفريغ الطاقة الإبداعية، والإحساس بالجمال. وتابع: ليس بالضرورة أن نكون محترفين رسم لكى نرسم، أو نحترف الشعر والأدب لكي نتحدث. جميعنا نمتلك طاقة، ولكن ينقصنا استثمار هذه الطاقة والاستفادة منها. وأوضح أن المعرض في ثالث أيامه يشكل حالة مبهجة، حسب وصفه، مضيفا: عدد الزوار اليوم اقترب من مائتي ألف زائر. أما الدكتور محمود الضبع، الذي قام بالرسم أيضا، فقال: إن رسالتنا في عملنا بالهيئة العامة للكتاب تكمن في إيصال الخدمة الثقافية إلى مستحقيها من المواطنين المصريين والعرب، نحن نعرف الدور لتقديم خدمات ثقافية وجذب الجماهير لممارسة الثقافة بكل أنواعها، سواء كانت فنونا أدائية أو حركية أو رسم أو استاند أب كوميدي. وأضاف: نراهن هذا العام على التنوع في أشكال و أنماط الثقافة، ولا نقف بها عند حدود الكتاب المقروء فقط. ولكن أيضا تقديم كل الأنواع التي تبلغ رسائل ثقافية تحت هدف واحد، هو وضع الثقافة في المواجهة. شعار المعرض هذا العام، بالثقافة نحارب الإرهاب والتطرف وكل أشكال العنف.