قال الشاعر وائل فتحي إن اتجاهه لإصدار طبعة إلكترونية من ديوان "أحلام شكك"، خطوة مهمة جدًا، باعتبار أن النشر الإلكتروني أوسع انتشارًا من الكتاب الورقي ولا ينفد، ومن السهل تلقي ردود أفعال الجمهور عبر الفضاء الذي تتيحه مواقع التواصل الاجتماعي. وأطلق الشاعر طبعة جديدة من ديوان "أحلام شُكُك"، عن موقع "الكتابة" الأدبي، وذلك بعد مرور 7 سنوات على صدور طبعته الأولى في معرض الكتاب عام 2009. وعن تأخره في اتخاذ تلك الخطوة في إعادة طبع الديوان، يقول فتحي في حواره ل"بوابة الأهرام": اعترف أنني تأخرت كثيرًا وهذا لم يكن مبررًا في كثير من الأحيان، ولكن قبل أن ينشر الديوان للمرة الأولى، بدأت تجربتي "العادي ثائرًا وشهيدا"، والتي تصدر قريبًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وانشغلت كثيرًا بالتجربة الوليدة، التي اعتبرها النقاد الشباب من أبناء جيلي، قفزة في مشروعي الشعري، ثم اندلعت ثورة 25 يناير، ولم يكن أمر النشر في حسباني حينها، حتى أن القصائد التي نشرت مصورة والتي واكبت الحراك الثوري، لم تكن لتخرج لولا دعوة الأصدقاء الذين شاركوني إياها. ويضيف: بعد تغير الظروف وانتهائي من تجربتي الثانية واستعدادي لنشرها تلك الأيام، تلقيت دعوة من الصديق الكاتب إبراهيم عادل زايد، لنشرها إلكترونيًا، وتأخرت في تلبية الدعوة إلى أن خرج الديوان قبل أيام بغلاف جديد وبسيط من تصميم الفنان عمرو النجار. ووائل فتحي، شاعر وصحفي، من مواليد القاهرة نوفمبر 1986، له تحت الطبع ديوان "العادي ثائرًا وشهيدا"، والذي يصدر قريبًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وله تحت الطبع أيضًا، ديواني موسيقى الأعراض الانسحابية ومرثية لطواويس الخراب. وتبدو فترة سبع سنوات كبيرة نوعًا ما، ما ينبئ بوجود تجربتين شعريتين متميزتين تكونتا لدى الشاعر عبر تلك السنوات، ويصف فتحي الفارق بين التجربتين مثل: الفرق بين من يتحسس ملامح وجهه ويتعرف إلى خصوصيته وصوته، ويحاول بأدواته هو لا أحد غيره، أن يرسم ويجسد ما يعبر عن رؤيته لموقعه من العالم الذي يحاول التعرف إليه شعرًا، وهناك ينتصر شاعر"أحلام شُكُك" لذاته، ليصبح هو مركزًا للعالم أحيانًا، في قصائد من الديوان حملت 4 منها عنوان "أحلام شكك"، ويجادل ذاته أحيانا حين يصبح على مسافة شعرية منها، تمكنه من ذلك الجدل، حيث يرى نفسه في الأشياء، وتحقق ذلك في قصائد حملت معظمها عنوان "من دواعي الاستعمال"، واقترن ذلك بطرح لأسئلة مهمة حول المعرفة الأولى والنشأة والمسائل الوجودية، وهو طرح اتسق في وجهة نظري مع لغة الديوان وتقنيات الصورة والموسيقى التي خرج عليها. ويضيف: خرج الديوان الثاني بتلك التصورات لما هو أبعد، حيث أصبحت القصيدة أرضًا واسعة مفتوحة على كل الاحتمالات لمعارك شاعر "العادي ثائرًا وشهيدا" مع السائد من المجتمع والثقافة والشعر، ومعارك أخرى مع الموروث، ومعارك مع الذات، في طرح مغاير على المستوى الشكل والمضمون، حيث تلاشت المسافة بينهما، بفضل نضج الوعي الذي –بالتجربة- لم يقف عند التصورات القديمة مثل "الذات هي مركز العالم" وغيرها. وعن اتجاهه لنشر ديوانه الجديد ورقيًا عبر الهيئة، في مقابل اختياره لإعادة طبع ديوانه الأول إلكترونيا، يقول فتحي: يظل الكتاب الورقي متصدرًا اهتمامات القراء حتى الآن، وأظن أن المجال لا يتسع لتفسير ذلك، فهو أمر اجتماعي ويخص الثقافة بشكل عام، وتكشف لنا المؤتمرات التي عقدت مؤخرًا وتناولت تلك القضية، أن الكتاب الورقي ما يزال أمامه الوقت والفرصة كي ينافس الكتاب الإلكتروني، على الرغم من سهولة نشر الأخير وسرعة انتشاره، إلا أن الأول لا يزال يحظى بثقة القارئ العربي.