اختتمت أمس فعاليات مهرجان الخزف والصناعات اليدوية، الذي أقيم فى قرية تونس بمحافظة الفيوم، واستمر على مدار ثلاثة أيام، ويقام للسنة الخامسة برعاية محافظة الفيوم. كان من بين الحضور فى الاحتفالية التى أقيمت فى اليوم الثاني من المهرجان المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، والفنان محمد لطفي، وعدد من الشخصيات العامة المهتمة بإحياء التراث فى الفيوم، وكذلك الفخارية السويسرية إيفلين رياض، والتى تعيش بالقرية منذ أكثر من 40 عامًاأنشأت خلالها مدرسة لتعليم أهالي القرية صناعة الفخار الملون والتى تورده لكافة أنحاء العالم. وقرية تونس الواقعة على بحيرة قارون لها طبيعة خاصة، وتتميز بموقعها المتميز، فتستطيع أن ترى من خلال هذه القرية مدرجات الخضرة والأراضى الزراعية، وفى مقابلها بحيرة قارون بمياهها الزرقاء الرائعة وسميت تونس بهذا الاسم للتقارب فى الطبيعة بينها، وبين دولة تونس. ومازالت قرية تونس تحافظ على الملامح البيئية الريفية التى تشتهر بها الفيوم، حيث تشتهر بيوتها بالطابع الخاص بها على شكل قباب مصنوعة من الحجر وهى تلك الهيئة المعمارية التى برع فيها المهندس المعماري الراحل حسن فتحي، حتى أنه أنشأ قرية الربوع على ضفاف بحيرة قارون، وقلده بعد ذلك الفلاحون والفنانون المحبون للعيش بتلك المحافظة. ويتخذ عدد من الفنانين التشكيليين والفخارين وكذلك عدد كبير من الأجانب بيوتًا لهم بتلك القرية رائعة الجمال ومنهم الفنان محمد عبلة، وأحمد الصاوي صاحب ساقية الصاوي، حيث يصل عدد "الفيلات" بالقرية إلى 300، بعضها يتم تأجيرها للزائرين بهدف الإقامة. كذلك يوجد عدد من المطاعم بالقرية الريفية تقدم مأكولات منزلية تشتهر بها الفيوم عمومًا مثل الحمام والبط والأوز والدجاج ومعها الأرز والملوخية، وتفرش هذه المطاعم بالبساط والكليم وتحل "الطبلية" فى كثير من الأحيان مكان "المنضدة" لتعطى أجواء ريفية للزائر. بلا شك يساهم مهرجان الخزف والحرف اليدوية فى إنعاش القرية والسياحة بها، ويساهم فى تنميتها الاقتصادية، وكذلك هو فرصة لإدخال الربح على أصحاب الخيول والجمال والذين أقبل عليهم زائرو المهرجان من المصريين والأجانب. ولم يكن الخزف الذي تنتشر بالقرية مدارس لتعليمه هو الحرفة اليدوية الوحيدة المعروضة بالمهرجان، بل كان هناك صناعة السلال والحقائب من سعف النخيل، وكذلك بلح العجوة، والرسم على القماش، وصناعة الحُلي. جدير بالذكر، أن محافظة الفيوم بصدد توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التعاون الدولي بحضور عدد من الوزراء المعنيين لاختيار الفيوم محافظة للسياحة الريفية على مدار خمس سنوات من عام 2015 حتى 2020، وذلك من خلال تنفيذ مبادرة منتج ريف مصر الذي يدعم استثمار الموارد الطبيعية التى تشتهر بها المحافظة. .