صعد الشاب العشريني إلى منزل والده في منطقة الوراق والشرر يتطاير من عينيه، يحركه ذلك الكره الأعمى والرغبة فى الانتقام، إلا أنه لم يجدها، لكن إصراره على جريمته، جعله ينتظر زوجة أبيه حتى تعود من السوق وفور رؤيته لها انتزع منها زجاجة كانت تحملها وضربها على رأسها فسقطت أرضا فاقدة للوعي. لكنه لم يكتف بذلك، فسحب محمد ضحيته علي السلم صعودا إلى شقة والده، بعدها أدخل أولادها الثلاثة إلى إحدى الغرف وأغلق الباب عليهم، ثم أخرج سكينه وأخذ يطعنها فى صدرها وظهرها. مر في خياله فى تلك اللحظة شريط حياته التى تبدلت علي يد زوجة أبيه.. كيف كانت حياته مستقرة وهو يعيش فى منزل والده، ويدير محل الكشري.. كيف أصبح عاطلًا بلا مأوى نتيجة تحريضها الدائم ضده.. كرهها له يظهر واضحا فى معاملتها بطريقة أكثر سوءًا من معاملة الحيوانات. تذكر محمد تلك التفاصيل للحظة، فهاجت بداخله مشاعر الكراهية والحقد على زوجة أبيه حتي وهي غارقة فى دمائها بين يديه، فسحبها مرة أخرى إلى الحمام وسط صراخ أطفالها الثلاثة، وربط قدميها بحزامه وأحضر حبلا وقام بخنقها، وإذ به يسمع صوت الباب يفتح، فخرج على الفور حاملا سكينه، ثم لمح كبرى الأطفال ذات ال7 سنوات تحتضن أخويها ووالده عند باب الشقة، ففكر سريعا فى إنهاء ما بدأه وقام بطعن والده فى الجهة اليسرى من صدره وتركه غارقا فى دمائه وهرب. استغاث الأب الجريح بالأهالى وتم نقله وزوجته للمستشفى إلا أنها فارقت الحياة قبل وصولها. تم إبلاغ الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالواقعة وتم ضبط المتهم وإحالته للنيابة. وقد أحالت نيابة حوادث شمال الجيزة برئاسة بدر مروان مدير النيابة، المتهم محمد.ص 26 سنة، إلى محكمة الجنايات، بعدما تسلمت تقرير الطب الشرعي، والذي أثبت وفاة المجنى عليها نتيجة ضربة قوية على الرأس وطعنات متفرقة فى أنحاء الجسد، كما أثبت آثار الخنق على رقبتها. كشفت معاينة أحمد الحمزواي مدير النيابة، للشقة محل الواقعة، وجد آثار دماء على السلم المؤدى إليها وكذلك فى الصالة والحمام وعلى ملابس إحدى الأطفال الثلاثة آثار تهشم زجاج الحمام، وقطعة من الحبل المستخدم فى عملية الخنق وكذلك وجد على ملابس المتهم بعدما سلمها للنيابة مع سلاح الجريمة آثار دماء. وبسحب عينات دماء من المتهم والأب وزوجته، تطابقت مع تلك الموجودة على ملابس المتهم، وفى الشقة مختلطة ببعضها، وتطابقت دماء المتهم مع الموجودة على السلم، أذ جرح أثناء تنفيذه جريمته. وأنهت النيابة تحقيقاتها التى استمرت على مدى 3 أشهر مدعمة باعتراف المتهم الذى أقر بارتكابه الواقعة ولكره لزوجة والده التى نغصت حياته، بأقوال الشهود من بينها الأب الذي أكد تفاصيل الواقعة، لتحيل ملف القضية إلى محكمة جنايات الجيزة.