ربما تكون "تياأوبريت" التي أعلن عن فوزها بجائزة "الأورانج" البريطانية الأدبية هي أصغر كاتبة تفوز بالجائزة منذ بدايتها في عام 1996 فهي لم تتعد ال 25 عاماً بعد، وإضافة إلي هذا فروايتها التي نالت عنها الجائزة "زوجة النمر" هي روايتها الأولي التي تدور أحداثها عن الحرب الأهلية بالبلقان (1991 – 1995 ) وكتبتها خلال كورس تدريبي للكتابة الإبداعية بجامعة كورنيل بالولايات المتحدةالأمريكية، ولم تكن هي أو أي من النقاد في بريطانيا لديهم فكرة عن أنها ستنضم للقائمة الطويلة للجائزة ناهيك عن إعلانها ضمن القائمة القصيرة التي أعلنت في 12 أبريل الماضي. ولكن المفاجأة حدثت واستطاعت أوبريت أن تفوز بالجائزة متفوقة علي قريناتها اللائي كن أقوياء بالفعل وخصوصاً الإيرلندية "إيما دونواي" التي كانت إحدي المرشحات لجائزة البوكر هذا العام ولكنها لم تستطع أن تحصدها أيضاً. بعد فوز تيا غير المتوقع بالجائزة وصفت رئيسة لجنة التحكيم المؤرخة والمذيعة المشهورة "بريتاني هيوز" الرواية بأنها "كتاب إستثنائي" استطاع أن يجلب لنا مأساة صراع البلقان في حيويتها وحلو ومرها، بطريقة غزلت فيها فولكلور الأربعينيات مع القصص الأسطورية مع حس معاصر أضافته شخصية الراوية "ناتاليا" التي تتبع في الرواية سيرة حياة جدها المتوفي. مع فوز تيا الغير متوقع وكل هذا التمجيد الذي قدمته هيوز يثور سؤال هام، هل تستحق الرواية كل هذا بالأساس؟ تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الرواية "مؤثرة ومثيرة وأن الأكثر إثارة للإعجاب هو أن الإنجليزية ليست اللغة الأولي للكاتبة الصربية الأمريكية "تيا أوبريت" ومع ذلك استطاعت أن تنسج هذه الرواية بتلك المهارة. ووصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الرواية بأنها طموحة وناجحة علي كل الأصعدة وتضيف "إنها رواية صنعت بجمال وهي مؤرقة وشعرية" وقالت إنها كتاب ستود لو قرأته مرة بعدة مرة وأكثر ما كان ملفتاً وبدأت به الصحيفة افتتاحية المقال أن تيا كتبتها وهي في سن الخامسة والعشرين فقط. أما صحيفة "النيويورك تايمز" الأمريكية فتقول أن تيا نجحت في أن تجعل من روايتها الأولي والمبكرة رواية غنية ومحكمة ووصفتها بأنه طموحة ومكتوبة بشكل جرئ يوفر للقارئ صورة لا تمحي للحياة في البلقان التي لا تزال تعاني من آثار الحرب الأهلية. بينما تري "الدايلي تليجراف" البريطانية أن بعض الأجزاء في الرواية مكتوبة بشكل مسرف للدرجة التي تري فيها الصحيفة أنها مكتوبة بشكل زائد كما أن بعض الصور التي تقدمها أوبريت ليست أصلية تماماً حين تقول مثلاً "أن البحر يومض كالسكين" ولكن علي الرغم من ذلك تقول الصحيفة أن أوبريت هي كاتبة رواية بالقصة وروايتها بداية جيدة. ويذكر أن جائزة "الأورانج" هي أحد أهم الجوائز الأدبية البريطانية وتمنح للكاتبات من النساء من أى جنسية حول العالم شريطة أن يكن العمل مكتوباً بالإنجليزية ومنشورًا بإنجلترا انطلقت الجائزة في عام 1996 .