يُنظم شادي النشوقاتي، الفنان التشكيلي والأستاذ المساعد بقسم الفنون بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أمس، معرضًا للفنان الراحل أحمد بسيوني، الذي استشهد برصاص القناصة يوم 28 يناير أثناء جمعة الغضب في ميدان التحرير، وقد أقيم المعرض في الجناح المصري في بينالي فينيسا. وبسيوني أحد أهم الفنانين المصريين المعاصرين، الذي لقى حتفه عن عمر 32 عامًا، وأصبح منذ ذلك الحين رمزًا للمصريين الذين صمموا على تحرير أمتهم من القمع. وقبل عام من الثورة، قام بسيوني بالعمل على مشروع بعنوان "30 يوما من الركض في المكان"، حيث ارتدى حلة بلاستيكية مصممة لقياس مقدار العرق وعدد الخطوات التي قام بها أثناء الركض لمدة ساعة يوميا على مدار ثلاثين يوما، ثم تم نقل البيانات لاسلكيا على شاشة كبيرة تقوم بعرض شبكة من الألوان التي تتغير وفقا لاستهلاك الطاقة والناتج من العرق. وكان الهدف من المشروع تمثيل كيف أن ثلاثين عاما في ظل نظام مبارك لم تسفر عن تحقيق أية مكاسب بل نتج عنها طاقة ضائعة فقط. وقال شادي النشوقاتي، المشرف على المعرض: "ليس هناك فرصة أفضل من عرض مشروع "30 يومًا من الركض في المكان. في هذا الحدث الفني العالمي الكبير. فقد كافح بسيوني كل لحظة من حياته من أجل بلاده، وسيظل في قلوبنا وعقولنا على الرغم من وفاته". يعد بينالي فينيسيا أحد أهم المؤسسات الثقافية المرموقة في العالم منذ تنظيمه أول معرض دولي للفنون عام 1895. ومنذ نشأته كان في مقدمة المؤسسات التي تعزز البحوث والاتجاهات الفنية الجديدة، وأصبح اليوم يجتذب أكثر من 370،000 زائر. يذكر أن دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة بصدد إصدار كتاب عن سيرة أحمد بسيوني في خريف عام 2012، استكمالاً لمجهوداتها في نشر إصدارات من شأنها توثيق جوانب الثورة في مصر والقاء الضوء على الربيع العربي، وسيقوم الكتاب بشرح مفاهيم بسيوني الفنية بالتفصيل، وسيتناول علاقته بظهور فن المالتيميديا التفاعلي والحركات الفنية والثقافية العالميةن وسيضم الكتاب أيضًا بعض المقالات الهامة لأهم الكتاب ونقاد الفن في مصر والشرق الأوسط.