على الرغم مما أحدثته ثورة يناير من بعث روح الأمل والتفاؤل بين المصريين فإن رغبتهم للهجرة زادت بسبب تأثر الوضع الاقتصادى وزيادة معدلات البطالة.. تلك كانت أهم نتائج الدراسة التى أعلنها اليوم باسكوالى لوبولى، المدير الإقليمى للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. أوضح باسكوالى خلال كلمته اليوم فى المعهد الثقافى الإيطالى أنه طبقا لاستطلاع رأى أجرى مؤخرا على مستوى 17 محافظة وشارك به نحو ألف وخمسمائة شباب فى المرحلة العمرية من 15 إلى 29 عاما، فقد زادت رغبة الشباب فى الهجرة للخارج بنسبة ضئيلة مقارنة باستطلاعات الأعوام السابقة، حيث أكد 41% من العينة أن الأوضاع التى تمر بها البلاد اليوم رجحت عندهم فكرة الهجرة المؤقتة أو الدائمة بنسبة ضئيلة، فى حين أكد 15% من العينة أن الأوضاع بعد الثورة ضاعفت من رغبتهم للهجرة. أما عن مسببات الهجرة فتأتى فى المقام الأول بنسبة 70% ندرة فرص العمل فى مصر، تليها بنسبة 60% الرغبة فى تحسين مستوى الدخل والمعيشة. اللافت فى الأمر، أن 70% ممن أجرى عليها الاستطلاع لا يملكون جواز سفر، كما أن 30% من العينة يعتبرون الهجرة غير الشرعية بأنها وسيلة أسهل للعمل بالخارج، وتأتى إيطاليا على قائمة الدول التى يسافر لها الشباب بشكل غير شرعى تليها اليونان ثم ليبيا وتركيا ثم مالطا. وعن الموضوعات ذات الأولوية بالنسبة للشباب فهى البحث عن فرصة عمل وتوظيف بنسبة 79% من اهتمام الشباب، تليها قضايا الفساد وحالة الأمن العام، تليها التعديلات الدستورية، ثم فى ذيل القائمة قضايا التعليم والانتخابات والحكومات الانتقالية. وحول سبل حصولهم على معلومات عن الهجرة أظهر الاستطلاع أن 80% من الشباب يحصلون على معلوماتهم عبر أقربائهم الذين يعملون فى الخارج سواء فى البلاد العربية أو أوروبا والولايات المتحدة، والنسبة الباقية يحصلون على معلوماتهم عبر الإنترنت ووسائل الإعلام المختلفة من صحف وبرامج تليفزيون. وحول توقعاتهم للمستقبل أبدى 63% تفاؤلا حذرا من أن الوضع سيكون أفضل مما كان عليه خلال النظام السابق. كما توقع 80% من العينة أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية بعد مرور عام على الثورة. من ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة لمياء محسن أمين المجلس القومى للأمومة والطفولة أن من المخاطر التى يجب التنبه إليها زيادة معدلات هجرة القصر وتعرضهم للانتهاك البدنى والنفسى والموت أملا فى حياة أفضل، حيث أظهرت دراسة للحكومة الإيطالية أن 48% ممن يتم القبض عليهم على السواحل الإيطالية من القصر، كما تعد محافظة الفيوم واحدة من أكثر المحافظات المصدرة للعمالة لإيطاليا بصورة غير شرعية، وسعيا لمواجهة هذه المشكلة فإن هناك العديد من الأنشطة التعليمية والتثقيفية لقرى محافظة الفيوم بالتعاون مع الحكومة الإيطالية لتشجيع الهجرة الآمنة وطرح البدائل الإيجابية للشباب المصرى من خلال برامج التعليم الفنى والتدريب المهنى. كما قدم الفنان عمرو واكد فيلمًا روائيًا قصيرًا باسم "الطريق لأطاليا" يتناول قضية الهجرة غير الشرعية ومعاناة الأسر فى الريف لإرسال أولادهم للخارج وما يتعرض له الشباب من انتهاكات إنسانية وتعرضهم لعمليات النصب والغرق فى عرض البحر، إضافة إلى الصعاب التى يواجهها من ينجو من مطاردات الشرطة إذا كانوا لا يحملون تصاريح بالعمل.