عندما يعلن الفنان عن قدومه لمرحلة فنية جديدة في حياته، ربما يضع خطط وأهداف يحاول تنفيذها على فترات زمنية بعيدة، لكن في حالة النجم محمد حماقي يختلف الأمر، فالشعار الذي رفعه مع ألبومه الجديد "عمره مايغيب" يؤكد التحدي السريع الذي جعل النجم يعود لجمهوره بالكثير من المفاجأت التي نمت علي وعيه في الاختيارات المقدمة بأغاني ألبومه، والبحث عن مناطق جديدة تكشف عن الكثير من الألوان الغنائية التي لم يقترب منها حماقي من قبل، كشفت عن تجدده واستمرار اتساع قاعدته الجماهيرية التي تحمست للإنطلاقة الجديدة للفنان0 محمد حماقي الذي تخطى حاجز العشر سنوات في مشواره الفني، يعود لجمهوره بكثير من الحيوية ضمن ألبومه الجديد "عمره مايغيب"، يقدم من خلاله 15أغنية تعاون خلالها مع عدد من فريق عمله المفضل منهم الشعراء أيمن بهجت قمر، أمير طعيمة، والموزع تميم، وتوما، طارق مدكور إضافة إلى تعاونه مع الملحن عمرو مصطفي ومحمدي الذي يعمل معه للمرة الأولى، والشاعر حسين محرم والملحنين حسام حبيب، محمد رحيم وآخرين. لم يمر أسابيع كثيرة على طرح ألبوم "عمره مايغيب" إلا وأحدث حالة خاصة مع الجمهور، فما أن تمر بجوار سيارة أو في أحد الأماكن العامة إلا وتجد انسجاماً وتفاعلاً كبيراً مع الأغاني، الأمر الذي قد يتشابه مع الحالة التي أحدثها الألبوم الأهم في مشوار حماقي "خلص الكلام" والذي حصد عنه جائزة الأسطوانة البلاتينية كأعلى مبيعات في الشرق الأوسط، وهو ما قال عنه النجم في حواره مع "بوابة الأهرام": بداية أود أن أعبر عن سعادتي بحالة التفاعل التي أحدثها ألبومي في الشارع، وصحيح أن كثير من الأحاديث وصلتني عن تشابه نجاح الألبومين، وربما يكون الأمر متطابق بالفعل في النجاحات لكن أود أن أقول أنه لا يوجد مقارنة بينهما لأن حالة كلاهما مختلفة عن الآخرى، حتى أنا شخصياً مختلف تماماً كما أنني أعتبر ألبوم "خلص الكلام" بمثابة مرحلة لإثبات الذات وكان سبق لي تقديم ألبوم واحد وهو "خلينا نعيش"، بعكس "عمره ما يغيب" والذي أعتبره نقلة مهمة في حياتي الفنية، التي قررت أن أخطو فيها بداية جديدة بعد مرور هذه السنوات. يخوض حماقي تجربة جديدة في تقديم الشكل الغنائي الشرقي في ألبومه من خلال أغاني مثل أنا سرها، بعدنا ليه وغيرها، وهو ما يعد جرأة وخطوة جديدة لم يتطرق إليها من قبل، خصوصاً من أعتادوا الاستماع إلى موسيقى الهاوس والميتال المعتادة في ألبوماته، وهنا يعلق قائلاً: كثيراً ما كنت أفكر في الأستايل الذي أعود به لجمهوري، والحقيقة أني كنت بدور على مناطق جديدة في الإحساس، لأن الأغنية المعتمدة على الحس شكل أحبه وهو وفي مخزوني الداخلي، يجوز لم أقدمه في ألبوماتي الماضية لكنه كان موجود لدي منذ القدم، وحتى دراستي للموسيقي جعلتني أقدم أنوأع غنائية مختلفة كالموشحات والأناشيد الدينية لكن شخصيتي الفنية لم يكن بها هذالنوع مما جعلني أبدأ بفتح أبواب جديدة دون أن يشعر الجمهور بفارق كبير وهذا ما كنت اقصده، وأحمد الله أن هذا الأسلوب نال إعجاب الناس. أغنية "أنا سرها" واحدة من أبرز أغاني ألبوم "عمره ما يغيب" لكونها تجربة جديدة تحكي وكأنها حدوتة درامية غنائية مما جعلها أكثر جذباً للجمهور، ولعل ذلك يعود لكاتبها الذي يعمل في مجال كتابة الأعمال الدرامية، وهنا يقول حماقي: هي بالفعل حالة درامية عن علاقة معينة، واختياري لها كان بعد استماعي لها من الملحن محمد يحيي، فقد شعرت معها بالاختلاف والتجديد مع التأكيد على أن هذا الوقت هو ما يفرض فيه تقديم هذا الاستايل الغنائي، بمعنى أدق كان لابد أن يرى الجمهور تأثير المرحلة الأولى من مشواري الفني علي بنفس شخصيتي، وإلا "كنت هفضل أغني بنفس المزيكا مع تطوير بسيط بالموضوعات المقدمات". من يستمع إلى أغاني ألبوم "عمره ما يغيب" التي يحتوى بعضها على بعض الشجن، ربما لا يشعر بقساوة أو قتامة كغيرها من الأغاني، وربما يكون تناول النجم في هذه المنطقة هذه المرة شديد الذكاء والدقة، نظراً لأن الحالة المجتمعية في الوقت الحالي لا تطلب مزيد من الأوجاع والألم، وهو ما يشير إليه حماقي قائلاً: بالفعل نستطيع القول أن جرعة الرومانسية في الألبوم عالية، وحتى في تناول ما به من موضوعات تحتوي على مشاكل مقدمة بشكل راقي دون ألفاظ فجة أو علاقات عنيفة، فكلها تحمل مشاعر راقية، وهذا كنت اقصده أيضاً، وفي النهاية لابد أن تكون حالة الألبوم جميعها واحدة. كليب "أجمل يوم" الذي طرح في الشهر الماضي مع انطلاقة الألبوم، استطاع حصد ملايين المشاهدات في الأيام الأولى لطرحه إضافة إلى التوليفة المميزة والمتجددة التي ظهر بها، ليس فقط في التصوير ولكن في الشكل الغنائي الذي قدمه حماقي وقام من خلاله بالاستعانة ب"الألتراس" الخاص به، مما أعطى مزيد من الحيوية والجذب له، إضافة أنها ربما تكون الحدث الغنائي الأول الذي يتفاعل فيه الجمهور مع المطرب في أغنية واحدة، وربما يكون ما يحمله الكليب من تجدد يؤهله للدخول في تصفيات جائزة الميوزك أورد وغيرها من الجوائز العالمية، وهو ما سألت عنه "بوابة الأهرام" النجم، فأجاب قائلاً: أتمنى حدوث ذلك، ولكن في النهاية طوال حياتي أعمل من أجل الجمهور فهم هدفي الأساسي، وكل ما أبحث عنه هو أن ينال العمل إعجابهم وتقديرهم، وهنا أود توجيه الشكر للألتراس الخاص بي على مشاركتهم معي في هذه الأغنية خصوصاً وأنهم قاموا بكتمان الأمر لمدة ثلاث شهور منذ تسجيلها، وهي أخلاق قلما أصبحنا نجدها في ظل ثورة التسريبات التي نعيشها. التكرار في العمل ع الموزعيين توما وتميم، ربما يكون أحد العوامل الرئيسية في نجاح ألبومات محمد حماقي، وهو ما يشير إليه قائلاً: الحقيقة أنني أشعر براحة كبيرة في التعامل مع توما وتميم وأعتبرهم تميمة النجاح لي، وهذا بدأ منذ انطلاقتنا معاً في ألبوم "خلص الكلام"، فأصبح كلاً منا يعي جيداً ماذا يريد من الآخر، كما أن العمل معهم ممتع ومريح. الإنتاج هو أحد عوامل نجاح الألبوم الغنائي، وربما يلقي "عمره مايغيب" حظاً وافراً من الاهتمام من الجهة المنتجة في ثاني تعاون بينهما، وهنا يؤكد حماقي أنه شعر بالفعل بتطور كبير في تعامله مع شركة "نجوم ريكوردز" على مستوى منظومته الفنية كاملة في ألبوميه الأخيرين، ويقول: هذه الشركة لا أعتبرها مجرد جهة إنتاج مالية ولكنها داعم قوي وهام على المستوى المعنوي، والحقيقة أنهم يقومون بعمل كل ما في استطاعتهم لإنجاح العمل الفني. وفي سؤال هنا نحو مكاسب الفنان حالياً من طرح أغاني ألبومه على موقع اليوتيوب، وطرح الألبوم في ظل أزمات الإنتاج والقرصنة، أشار حماقي أن مكاسب اليوتيوب متعلقة أكثر بالجهة المنتجة وهى التى تحصل المبالغ التي تأتي من وراءه، والأمر ذاته بالنسبة للألبومات الغنائية منوهاً أن مكاسب الفنان تأثرت بالفعل بعد زيادة نسبة القرصنة مما أثر على زيادة أجر الفنان والعاملين معه0 النجاحات المتواصلة لألبوم "عمره مايغيب" لا تنتهي، وذلك بعد الإحصائية التي أعلنها موقع top tracks in Egypt، حيث تصدر حماقي قائمة الأعلى بأغنيته "كان وكان" خلال هذا الأسبوع بأغنيته "كان وكان"، وليس هذا فقط بل أن إجمالي نسبة استماع الألبوم وصلت إلى 30 مليون مشاهدة على مدار شهر منذ طرحه في أغسطس الماضي في سابقة هي الأولى من نوعها بالوطن العربي بالمقارنة بجميع مشاهدات الألبومات الآخري، والتى طرحت منذ فترة طويلة . وحمل ألبوم محمد حماقي الجديد أيضاً دعاية وافرة، فقبل طرحه بأيام أعتلت البوسترات واللافتات كثير من المباني إضافة إلى تشجيع كثير من الفنانين لشراء النسخة الأصلية حاملين صورة "السي دي" ورافعين بجوارها علامة النصر في إشارة لتميز الألبوم0 الذكاء في التنوع الذي شهده ألبوم محمد حماقي الجديد، لم يتوقف عند حدود الدقة والتميز في اختيار الكلمات، والحالات الدرامية التي تحدث عنها بصور موسيقية وغنائية مختلفة ولكن أيضاً في اختيار العنوان الذي حمل عبارة "عمره مايغيب" وكأنها رسالة إلى جمهوره الذي انتظره للمرة الأولى لمدة ثلاث سنوات في إشارة غير مباشرة للغيبة التي عاد بها محملاً بألبوم يحمل 15 أغنية للمرة الأولى أيضاً0