وصل ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية إلى لبنان، حيث سيجتمع بنظيره اللبناني تمام سلام وتفقد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع. واطلع رئيس الحكومة البريطانية على الكيفية التي تستخدم بها المعونات التي تقدمها بلاده للاجئين. وتحدث كاميرون مع إحدى الأسر المرشحة للحصول على حق اللجوء في بريطانيا، حيث أخبرته الأم أنها لا تتقاضى إلا 5 دولارات شهريا لإطعام أطفالها العشرة. وأعلن كاميرون أنه بصدد تعيين ريتشارد هارينغتون وزيرا للاجئين السوريين وذلك لضمان حصول اللاجئين على "ترحيب لائق" لدى وصولهم إلى بريطانيا. كما زار مدرسة في بيروت تمولها الحكومة البريطانية ويدرس فيها تلاميذ سوريون ولبنانيون جنبا إلى جنب. وتستغرق زيارة كاميرون للبنان التي لم يعلن عنها مسبقا يوما واحدا. ويستضيف لبنان أكثر من مليون من اللاجئين السوريين، وهو عدد يوازي ربع عدد سكانه ويمثل أكبر نسبة لاجئين قبلها أي بلد في العالم. وكان كاميرون قد أعلن في وقت سابق من الشهر الحالي أن بريطانيا ستستقبل نحو 20 ألف لاجئ سوري في السنوات الخمس المقبلة. وكانت الحرب الدائرة في سوريا، والتي فتكت ب 250 ألف إنسان منذ اندلاعها في عام 2011، قد أجبرت نصف سكان البلد على النزوح. ويقدر عدد اللاجئين السوريين في الخارج ب 4 ملايين، فيما يقترب عدد النازحين داخل سوريا من 7,6 ملايين. وتعتبر أزمة اللاجئين السوريين الأسوأ التي يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وفيما يقيم بعض اللاجئين في لبنان في مخيمات غير رسمية تفتقر إلى الطاقة الكهربائية والمياه النظيفة، يقيم آخرون في كراجات وغرف مستأجرة أو في مبانٍ خالية. ويحاول عشرات الآلاف من اللاجئين التوجه إلى القارة الأوروبية عن طريق اليونان ودول البلقان والمجر. وأعلنت ألمانيا أنها ستستقبل نحو 800 ألف لاجئ هذه السنة.