أعرب مواطنون بريطانيون استطلعت الأناضول أراءهم، عن اعتقادهم أن قرار حكومتهم بإيواء 20 ألف لاجئ سوري لخمس سنوات غير كافٍ، في حين اعتبر خبير في منظمة العفو الدولية، أن القرار يقوض الجهود الرامية للوصول إلى حل شامل للأزمة في سوريا. وقال ريتشارد الذي يعمل مدير مؤسسة في لندن رفض ذكر اسم عائلته، إن أزمة اللاجئين الحالية ناجمة عن الدور الذي لعبته بريطانيا في حرب العراق، حيث أسهمت بريطانيا بشكل غير مباشر في نشأة داعش، ولذا يعتقد أن عليها أن تتحمل مسؤولية ذلك وتستقبل عددا أكبر من اللاجئين. وأشار ريتشارد إلى أن رقم 20 ألف لاجئ يبدو قليلا جدا إلى جانب ما أعلنته ألمانيا من أنها ستقبل 800 ألف لاجئ، مستدركا أنه قد لا يكون بإمكان بريطانيا استقبال 800 ألف لاجئ بسبب صغر مساحتها مقارنة بألمانيا، إلا أن عليها أن تستقبل أكثر من 20 ألف لاجئ. بدوره أعرب مايكل، الذي يعمل بائعا، عن اعتقاده أن الأزمة السورية كان من الممكن حلها قبل عدة سنوات وعدم تركها لتصل إلى وضعها المعقد الراهن، مشيرا إلى أن رقم 20 ألف لاجئ قليل، وأضاف أن على الحكومة البريطانية أن توفر منازل للاجئين، في الوقت الذي أعرب فيه كثير من المواطنين البريطانيين، عن استعدادهم لفتح منازلهم للاجئين. وأكد جو، الذي يعمل مديرا لإحدى المنظمات، على ضرورة أن تبذل بريطانيا كافة جهدها، للتعامل مع أزمة اللاجئين، مشددا أن على جميع دول العالم المشاركة في حل الأزمة، والعمل على إيجاد حل جذري لأسبابها. واعتبر جو أن 20 ألف لاجئ، رقم قليل جدا بالنسبة لبريطانيا، فيما أيد إعلان بريطانيا أنها ستختار اللاجئين الذين ستقبلهم من بين المقيمين في المخيمات في دول الجوار، لأن ذلك يوصل رسالة للاجئين بعدم الخروج في رحلات خطرة في محاولة للوصول إلى أوروبا. بدوره قال ستيف سيموندس، خبير اللاجئين في منظمة العفو الدولية، إن إعلان بريطانيا اعتزامها قبول 20 ألف لاجئ سوري، لا يعتبر حلا للأزمة الكبرى التي تواجه أوروبا، مضيفا أن بريطانيا، حتى اليوم، لم تبد رغبة في تقاسم مسؤولية التعامل مع أزمة اللاجئين، وهو ما يقوض الجهود الرامية للتوصل لحل شامل للأزمة، وإنقاذ حياة البشر، وإنهاء الحروب، والتغلب على مهربي البشر. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أول أمس الاثنين، أن بلاده ستستقبل خلال الأعوام الخمس المقبلة 20 ألف لاجئ سوري، من مخيمات اللجوء في تركيا ولبنان والأردن، وستمنح الأولوية للأطفال المعرضين للأذى كالأيتام. وكان كاميرون أعلن يوم الجمعة الماضي، أن بلاده ستستقبل آلافاً من اللاجئين، قائلاً: "استقبلنا نحو 5 آلاف سوري في بلادنا، وسنستقبل آلافاً أخرى منهم، في إطار برنامج إعادة الإيواء المطبق حالياً، وسنفعل ما بوسعنا من أجل نقلهم للمخيمات والتخفيف عن معاناتهم، في ظل هذه الأزمة المتفاقمة".