في إطار متابعته لجولات الرئيس الخارجية، يذيع قطاع الأخبار بالتليفزيون المصري العرض العسكري الذي تجريه الصين، بمناسبة مرور 70 عاما على انتصارها في الحرب العالمية الثانية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى. ولأول مرة ستشارك قوات من الجيش المصري في العرض العسكري، وسيتم إذاعة العرض على الهواء مباشرة من العاصمة الصينيةبكين على جميع الخدمات الإخبارية بقطاع الأخبار فجر اليوم الخميس 3 سبتمبر، وسوف يعاد عرضه على مدار اليوم على شاشات التليفزيون المصري. وتقدم الصين العرض العسكري، باعتبارها دولة واجهت معاناة لا توصف خلال الحرب، قررت إقامة العرض العسكري الضخم، لتذكر التاريخ والحرص على إحياء ذكرى من ضحوا بأرواحهم دفاعا عن وطنهم. وترفع القوات المصرية بساحة النصر علم مصر في المقدمة، وتليه الأعلام الأربعة للأسلحة الرئيسية للقوات المسلحة (القوات البرية- القوات البحرية- القوات الجوية- قوات الدفاع الجوى). وحسب المعلن من الحكومة الصينية ستشكل القوات المصرية مربعا كاملا خلال الاستعراض العسكري، قوامه نحو 80 عسكريا، وذلك مع 10 دول أخرى هي: روسيا وروسيا البيضاء وكوبا وقازاقستان وقيرغيزستان وطاجيكستان والمكسيك ومنغوليا وباكستان وصربيا، بينما ستكون مشاركة الدول ال6 الأخرى بقوات رمزية وأعداد أقل، وهذه الدول هى أفغانستان وكمبوديا وفيجى ولاوس وفانواتو وفنزويلا، وسيبلغ إجمالي عدد القوات الأجنبية المشاركة في العرض ألف جندي. الزميل سامي القمحاوي مدير تحرير الأهرام، زار مركز تدريب القوات المصرية المشاركة في بكين، ونقل مشاهد من استعداداتها للاستعراض، نقلتها عنه عدد من وسائل الإعلام الصينية، قال فيها: "تابعت طابور العرض، وانتظرت حتى جاء وقت الاستراحة القصيرة التي يأخذها الجنود خلال التدريبات، وعلى وقع موسيقى الأغاني الوطنية المصرية كان حديثى مع العقيد أحمد الصياد، قائد القوات المصرية المشاركة في الاستعراض العسكري الصينى، الذي نقل لى شعور جميع الجنود والصف والضباط المشاركين فى هذا الحدث التاريخى بالفخر، لرفعهم علم بلادهم أمام العالم، وتمثيلهم للقوات المسلحة المصرية بين قوات من جيوش قارات العالم كلها. وعن التدريب مع قوات من دول مختلفة أوضح أنه لم تكن هناك أي صعوبات على الإطلاق، نظرا للياقة البدنية العالية لقواتنا، وقد تم التكيف مع معدل الخطوات، حيث إن المعدل فى العرض سيكون 112 خطوة فى الدقيقة، بينما المعدل المصري 116 خطوة، والقوات تدربت على هذا المعدل، وأدت أكثر من بروفة على العرض، إحداها فى ميدان قريب من القاعة التى نقيم بها ويشبه ميدان تيانآنمن، وكانت البروفة الثانية فى ميدان تيانآنمن نفسه صباح 23 أغسطس مع جميع القوات الأجنبية والقوات الصينية المشاركة فى العرض، وقد قمنا بها فى مكان العرض نفسه لتدرب القوات جميعا على الطبيعة، وكانت بروفة ناجحة تماما. وأضاف القمحاوي "قد لاحظت بنفسى أن هناك روحا ودية كبيرة بين الجنود الأجانب المشاركين فى تدريبات الاستعداد للعرض العسكرى، وفى نهاية التدريب قبل الذهاب للغداء طلب قائد القوة الطاجيكية من قائد القوة المصرية التقاط صورة جماعية لقوات البلدين، بناء على رغبة الجنود، الذين فضلوا أن يقفوا بترتيب متتابع، ليكون كل جندى من مصر بجوار زميل له من طاجيكستان." وأشارت وكالة (شينخوا) الصينية إلى أن العرض العسكري الضخم الذي سيقام في الصين فجر اليوم (الخميس)، هو أول عرض تقيمه البلاد بمناسبة الانتصار في الحرب العالمية الثانية، وسيكون بمثابة تذكرة حية بالإسهامات الأساسية التي قدمتها الصين خلال فترة الحرب وتطلعها إلى حماية السلام. لافتة إلى أن الصين قدمت، باعتبارها ساحة قتال رئيسية في الشرق خلال الحرب العالمية الثانية، إسهامات عظيمة لمحاربة الغزاة اليابانيين وتضحيات هائلة لضمان إحراز النصر. وكانت حرب مكافحة الفاشية في الصين هي الأقدم والأطول، إذ أنه في يوم 18 سبتمبر من عام 1931، غزا الجيش الياباني شمال شرق الصين مستغلا حدثا مدبرا كذريعة، وهو ما أصبح نقطة بداية للكفاح الشجاع الذي خاضه الشعب الصيني ضد الفاشية ومقدمة للحرب العالمية ضد الفاشية. وفي عام 1937، شكلت حادثة جسر ماركو بولو الشهيرة بداية حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني، ما جعل الصين ساحة القتال الرئيسية في الشرق للحرب العالمية ضد الفاشية. وكشفت الأرقام الرسمية وفقا للوكالة الصينية، أن حوالي 1.86 مليون جندي ياباني كانوا يحاربون في الصين في ذلك الوقت، وهو ما يمثل 50 في المائة من إجمالي عدد القوات اليابانية. وتمكنت القوات الصينية من تشتيت انتباه غالبية الغزاة اليابانيين المدججين بالسلاح. وبنهاية الحرب، قتلت قوات الحلفاء وأصابت حوالي 1.95 مليون جندي ياباني حيث سقط حوالي 70 في المائة منهم في ساحات القتال بالصين، وهو ما قدم إسهاما لا يمحى للنصر في مسارح أخرى للحرب العالمية الثانية. وأشار التقرير إلي أن نيران الحرب اشتعلت في نصف الأراضي الصينية حيث شارك حوالي 260 مليون صيني في الحرب، سقط أكثر من 35 مليون فرد منهم ما بين قتيل وجريح. وبلغت الخسائر الاقتصادية المباشرة حوالي 100 مليار دولار أمريكي. ولعبت الصين دورا حاسما في هزيمة الغزاة اليابانيين ولكن إسهامات البلاد نادرا ما كان يتم التحدث عنها بشكل صحيح على الصعيد العالمي. وعلى مدار عقود، ظل الناس في الدول الغربية يشيرون عندما يتحدثون عن الحرب العالمية الثانية إلى المعارك التي دارت في القارة الأوروبية ولا يعرفون سوى القليل عن الدور الذي لعبته الصين باعتبارها المسرح الرئيسي في الشرق لهذه الحرب. كما تم التقليل من أهمية الجهود الصينية في العديد من كتب التاريخ المدرسية. وعلاوة على ذلك، لم يوقع على اليابان العقوبة التي تستحقها بعد الحرب ومازالت القوى اليمينية فيها تحاول تحدى النظام العالمي حتى اليوم. وينكر بعض الساسة اليابانيين عمدا تاريخ العدوان الذي شنته بلادهم وينشرون تعليقات للتعتيم على حكمها الاستعماري. وأعرب الرئيس الصيني عن أمله في أن يلهم عرض عسكري كهذا الصين والعالم للتعلم من الماضي والعمل معا لبناء مستقبل أفضل. وبمشاركة 30 من رؤساء الدول وقادة الحكومات، ومن بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسى والروسي فلاديمير بوتين ورئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون - هيه، يظهر العرض أيضا إرادة الشعب الصيني وقوته تجاه حماية السلام الإقليمي والدفاع عن نتيجة الحرب العالمية الثانية والحفاظ على النظام العالمي ما بعد الحرب. وأكدت الصين أن هذا العرض العسكري لن يُستخدم بأي حال من الأحوال كأداة لكي تستعرض الصين عضلاتها ولن يستهدف أي دولة. بل على العكس، سيضرب نموذجا لنضال الأمة من أجل الحرية، ويبرهن على تطلع بكين إلى السلام العالمي وإرادتها الصلبة في الدفاع عنه.