انتهت الآن فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر "الإعلام ومواجهة الإرهاب"، الذي تنظمه مدينة الإنتاج الإعلامي، بالتعاون مع المنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي0 حضر المؤتمر أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، وعدد كبير من الإعلاميين، والمثقفين منهم عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ومحمد الأمين رئيس غرفة صناعة الإعلام، والإعلامية سناء منصور، ويحيي فلاش نقيب الصحفيين، والكاتب محمد الغيطي وآخرون0 بدأت الجلسة بكلمة لأسامة هيكل أكد خلالها أن الإعلام لا تحكمه أي ضوابط في المرحلة الحالية، ونحن نبحث عن تنظيم ذاتي للمجتمع، وأن هناك عدة تساؤلات حول محاسبة الإعلام، وهل إعلامنا حالة فريدة أم أن هناك دولاً سابقتنا، إضافة إلى تساؤلات أخرى حول إمكانية أن تغلب شهوة السبق الصحفي على المجتمع، وهل تحتاج الدولة التي تحارب الإرهاب لفرض قوانين معينة وغيرها0 وأشار هيكل أنه عقب إقرار التوصيات في الجلسة الثانية للمؤتمر سترفع إلى رئيس الجمهورية مباشرة0 حنان يوسف مديرة المنظمة العربية، أكدت أن قضية الإرهاب والإعلام المحرك الرئيسي لها، وأننا جميعًا نريد أن نعرف تعزيز دور الإعلام في معالجة القضية، تاركة الساحة للحضور ليطرح كل منهم وجهة نظره في القضية0 صلاح عبد الصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أكد أن هناك مشكلة تنظيمية في الإعلام، ومدى تبعيته، مشيرًا إلى وجود تشتت دائم، وأن هناك محاولات دائمة لتطبيق إطار عام لمدونة السلوك لتكون مرجعية لجميع العاملين في المهنة0 السفير محمد عرابي، قال إن مصداقية الإعلام لابد أن تشمل شقيه العام والخاص لأنهم في خندق واحد وهو مواجهة الإرهاب، وهى مسألة لابد من البدء بها، وعلى الدولة أن تقوم بعرض الخسائر التي قاموا بها ضد هؤلاء لاستخدام مبدأ الترويع الذي يستخدمونه هو أيضًا. المفكر والكاتب السيد ياسين، أكد أنه لابد من معرفة ملامح المجتمع في قضية التعامل مع الإعلام كالناشط السياسي وغيره، وهناك مشكلة أخرى تكمن في الصراع بين فكرة الشرعية الثورية والديمقراطية، هذا بالإضافة إلى إصرار الشعب على تنفيذ القرار كما أن وسائل الميديا أصبحت هي مصدر الثقافة الجماهيرية وهو أمر سطحي أصبح يشكل توجهات المجتمع ، وهنا نتساءل كيف يتشكل عقل الإرهابي، ولابد من تجديد الخطاب الديني بمعنى إعادة ترتيب الأفكار بمقتضيات العصر، ولابد أن يكون هناك تفكير نقدي في عقل المشاهد0 عصام الأميرأكدأن هناك حديثًا كثر عن حروب الجيل الرابع الإعلامية، مشيرًا إلى لعب دور سياسي لدعم أفكار كثير من الجماعات الإرهابية التي تروج لنفسها، ونحن جميعًا نروج له سواء عن قصد أو جهل، ونحن في هذا المحفل لابد أن نحدد دور الإعلام في إعلام الجمهور بِما يحدث من إرهاب بالمجتمع، وبين فكرة التجاوز في الترويج لأفكار هؤلاء، ونحن أمام نوع آخر من الإرهاب يختلف عن السابق لذا لابد من التعامل معه بوعي0 وأضاف الأمير، هل فكرة أننا في حالة حرب مع الإرهاب هل وصلت هذه الفكرة للمواطن أم أننا نناقشها لمجرد ساعات، فلابد من ترتيب أولويتنا في الإعلام في مثل هذه القضايا، وقال: تداول وسرعة الإعلام أمر لابد منه إضافة إلى الدقة في تحمل المسئولية ونحن في النهاية جميعًا إعلام مصري ونقع في نفس الأخطاء0 محمد الأمين، رئيس غرفة صناعة الإعلام المرئي والمسموع قال إن الأمر يتمركز في عدة نقاط منها الدولة ودورها في حرية تداول المعلومات، وأن هناك عدة مشروعات لابد من وضعها في هذا الصدد لتنظيم العملية الإعلامية إضافة إلى إصدار قانون لنقابة الإعلاميين وهو أمر غير موجود ،وأشار إلى وجود نقص في إقامة دورات لتأهيل الإعلاميين قبل العمل، وهناك مرحلة تخبط لصانع الخبر والتي دخل في بعضها سيطرة المال كما نشاهد في برامج التوك شو،إضافة لتضارب البيانات بين الجهات الرسمية بالدولة0 وأوضح الأمين أن حرية الرأي هي حق للإعلامي والمجتمع ونأمل أن نضع توصيات محددة نعمل عليها حتى لا نخطىء في اتخاذ القرار0 يحيي قلاش نقيب الصحفيين، قال إن الإعلام والإرهاب قضية أثير حولها لغط كبير في الفترة الماضية خصوصًا بعد مشروع قانون الإرهاب وهنا لابد أن نتوقف حول فكرة دور الإعلام، ومواجهته للإرهاب خصوصًا انه موضوع في قفص الاتهام وكأنه صانعه، وهنا لابد من الإشارة إلى فكرة حرية تداول المعلومات ومدى وصولها للجمهور لأنها حقه، وهي الأزمة التي أثيرت كثيرًا خلال الفترة الماضية، ونحن نتحدث عن حرية الإعلامي والصحفي وهى في النهاية تصب لصالح المواطن والإعلام طرف صغير بها، وقانون تداول المعلومات يتم في "خلسة "0 وأشار أن الإعلام جزء من منظومة الدولة التي تشهد ارتباكًا أيضًا، وإذا كنا نتحدث عن الإعلامي بفروعه فلابد من الوقوف لدي ما أثاره محمد الأمين من وجود نقابة للإعلاميين تساعد في تنظيم الامر0 عدلي حسين رئيس محكمة الاستئناف السابق، قال إن المشكلة تبدأ من حق الإعلام في المعرفة والنشر، وفي المقابل حتى إن لم تأت المعلومات من الجهة المختصة، وتساءل هل نلجأ للفبركة هنا، وهو أمر لابد من الوقوف عنده، فنحن أمام قضية مدى وصول المعلومة صحيحة حتى لا يتعرض ناقلها للمساءلة القانونية0 وأشار إلى المادة 71 من الدستور وقال إنه بالاستناد إليها في مواجهة المادة 33 من قانون الإرهاب فإن القانون لا يجوز ينص على أنه لا يجوز حبس الإعلاميين إلا في الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف او التمييز بين المواطنين والخوض في الأعراض0 الدكتور حسن عماد مكاوي وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أشار إلى أن حق المواطن في المعرفة هو جوهر العمل الإعلامي، وهو ما يتطلب أن يكون هناك إمكانية للحصول على المعلومات من مصادرها من منطلق تحقيق الصالح العام والأمن القومي، وحرية الإعلام ليست بلا حدود، وهو أمر موجود في كثير من الاتفاقيات الدولية، وإذا وقفنا عند مسالة تعريف الإرهاب فله نص واضح وما يهمنا هو واجبات الصحفي والإعلامي في تغطية هذه الأحداث، وأن المطلوب هو نقل الحقائق التي يمتلك أصولها، وعدم إخفاء أو تغيير على النصوص، او اللجوء لأساليب غير صحيحة في الوصول للمعلومة، واستخدام أسلوب الملاحظة المباشرة، وعدم واستخدام المصادر المجهلة، والعمل على تجنب نشر مصادر العنف والإرهاب وضرب مثل بمشهد ذبح المصريين في ليبيا0 عزة هيكل عميد كلية الألسن بالأكاديمية العربية للنقل البحري، أكدت أن الإعلام يختلف من دولة إلى أخرى وما هو موجود ببلدنا ينتمي للتطرف الديني، والإعلام هو وسيلة أو وسيط لكننا اختزلناها في أنها مصدر لتوثيق المعلومات، ونحن نعيش في عصر المطبخ والفجوة الدينية والتوك شو، ولابد من إعادة الاهتمام بالعمل بقصور الثقافة0 على عجوة، العميد الأسبق لكلية الإعلام، أكد أن الإعلام المصري حاليًا يعمل في أوضاع شديدة الصعوبة، وإذا نظرنا للتركيبة الاجتماعية التي جاء منها هؤلاء الإعلاميين فإننا لا نستغرب ما يحدث ونشاهده في الوقت الحالي، مشيرُا إلى أن هذه التركيبة وضعها منذ عشر سنوات في أحد أبحاثه، و تتشكل من شرائح متعددة في مصر والعالم العربي منها اليمين المتطرف والتي تشتمل على المتطرف الإرهابي المتطرف المتعاطف مع الإرهابي، والشريحة الثانية تمثل البسطاء ، والثالثة تشمل الصفوة من المثقفين ويتفرع منا الملتزمون والانتهازيون المتطلعون 0 الإعلامي عمرو الكحكي، أكد أنه لابد أن تعلن القناة عن انحيازاتها قبل الترخيص، وفي النهاية لابد من التعاطي بمهنية ففي النهاية نحن كما ذكرنا وجاءنا من تركيبات مختلفة وبالتأكيد انه سيكون هناك انحيازاتهم من قبل البعض، ففي أوقات الحروب يحدث اتفاق بين الإعلام والدولة فهو أمر معروف على مستوى دول العالم0 أحمد سويلم أمين عام اتحاد الكتاب سابقًا، قال إننا في حالة حرب فكرية، وتساءل عن دور صناعة الإعلام حاليًا ومدى تعظيم دوره في المجتمع، مشيرًا إلى أنه لا يجوز أن يكون الإعلام في معزل عن المعطيات الثقافية، والخطاب الإعلامي لا ينفصل عن الثقافي ولابد من التواصل بين الطرفين0 الإعلامية سناء منصور، أكدت أنه لابد من الوصول لإستراتيجية عربية لإعداد خطة مدروسة للوقوف ضد الفكر الإرهابي، وقد تكون التغطية الإعلامية هنا سلاحًا ذا حدين، لذا لابد من عقد دورات تدريبية مكثفة للمعدين والمحررين والإعلاميين بالمؤسسات الإعلامية من أجل التعامل مع الموقف بوعي ولتقديم منتج جيد، هذا بالإضافة إلى الوصول لمكان الحدث في أسرع وقت، ولابد من نشر ثقافة التسامح والوسطية في المجتمع، وللمرأة دور في المسالة كما أننا لا نستطيع أن نتجاهل دور رجال الدين في المساجد من اجل نبذ العنف، مشيرة إلى الدور الخطير الذي تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي بين الشباب، وأنه لابد من الوقوف تجاه القنوات الفضائية المحرضة على العنف، وأننا ملزمون بتقديم عالم أكثر أمانًا للأجيال القادمة0