تصدى جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، للانتقادات الموجهة إلى الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران، مؤكدًا أنه سيكون أمام المفتشين الدوليين الكثير من الوقت لرصد أية محاولة إيرانية لخرق الاتفاق. وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الثلاثاء في فيينا بعد نحو عامين من المفاوضات، وافقت إيران على السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش مواقعها ومن بينها القواعد العسكرية، فيما يسعى العالم إلى منع الجمهورية الإسلامية من امتلاك أسلحة ذرية. وعند تطبيق الاتفاق سيقوم مفتشون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإبلاغ إيران بالموقع الذي يرغبون بزيارته، وسيكون أمام طهران 14 يومًا لتنفيذ طلب الوكالة. وفي حال رفضت إيران، فسيتم منحها عشرة أيام أخرى للسماح للجنة مشتركة بدراسة الحالة وإصدار أمر لإيران بمعالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وينتقد العديدون فترة ال24 يومًا، ويقولون إنها تتيح لإيران الوقت الكافي لإخفاء الأدلة التي يمكن أن تدينها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وأكد كيري لشبكة إم إس إن بي سي، أن "أثار اليورانيوم، أو أية آثار ومواد إنشطارية يمكن رصدها ومن الصعب جدًا جدًا، التخلص منها". ورفضت إيران على مدى سنوات طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة موقع بارشين العسكري خارج طهران، وتنفي أن تكون قد عملت على تطوير سلاح نووي، مؤكدة أن بارشين منشأة غير نووية. وأكد كيري أن "ايران ظلت لسنوات بعد ذلك خائفة جدًا من دخول الوكالة الدولية إلى ذلك الموقع". وأضاف "لو كانوا خائفين من دخولنا (إلى الموقع) واحتمال عثورنا على شيء ما بعد سنوات، أستطيع أن أطمئنكم أن اجهزتنا الاستخباراتية مرتاحة جدًا بشان فترة ال24 يومًا على أساس أنها ليست كافية لكي يتمكنوا من تجنب طرقنا الفنية وقدرتنا على المراقبة". وشدد على أن فترة ال24 يومًا هي الفترة القصوى ولدى إيران، التي تسعى إلى رفع العقوبات عنها "أسباب كثيرة للقيام بذلك بسرعة أكبر لأنه كلما طالت الفترة زادت الشكوك". وأكد كيري الذي أمضى 18 يومًا في فيينا للتفاوض على المرحلة النهائية من الاتفاق مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أن الاتفاق يمنح العالم الخارجي "أفضل نظام تفتيش" على الإطلاق. كما أكد كيري أن رصد الأممالمتحدة لإنتاج أجهزة الطرد المركزي -- المستخدمة في تخصيب اليورانيوم -- سيستمر 20 عامًا، كما أن رصد تنقيبها عن اليورانيوم لمدة 25 عامًا. وأضاف "لقد أصبحت لدينا قدرة غير مسبوقة لرؤية ما يفعلون، وأجهزتنا الاستخباراتية تخبرنا أنه لكي يحصل الإيرانيون على مسار سري، فإن عليهم الحصول على دورة وقود سرية كاملة، وهذا مستحيل، نظرًا لنظام (المراقبة) الذي وضعناه معًا". ويقوم كيري وإدارة الرئيس باراك أوباما بحملة لإقناع المتشككين في الاتفاق النووي، ومن المقرر ان يمثل كيري أمام مجلس الشيوخ في جلسة صعبة الأسبوع المقبل.