رمضان من كل عام، يكتب عهودا جديدة لكثير من الوجوه التي يظهر بعضها للمرة الأولى، وأخرى يضفون لمسات خاصة لإطلالات ظهروا بها من قبل يستكملون بها ما بدأوه من نجاحات سابقة. يتألق عدد من الوجوه الجديدة في مسلسلات رمضان من هذا العام، يأتي في مقدمتهم صاحبة التعليقات الأضخم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعلق بها الجمهور منذ إطلالتها في الحلقات الأولى لمسلسل "تحت السيطرة" وهي "هانيا" أو جميلة عوض التي اقتربت من فئة الشباب الذين رأى البعض صورتهم فيها، فهى ابنة المدارس "الإنترنشيونال" التي تترك كل حياة الرفاهية وتذهب لتختار حياة تقترب من حلمها بالحرية فكان "السواد" هو الحاث المنتظر لها، لتتحول من الطالبة المتفوقة برغم ميول الانحراف التي بدت عليها في البداية، إلى مدمنة تضيع حياتها هباءً بعد ربط مصيرها ب "علي الروبي" الشاب الذي تبدأ مشاعره تجاه "هانيا" بالخوف وتنتهي ببيعها ل "ديلر" من أجل الحصول على جرعة من المخدرات. وتظهر جميلة منذ ظهورها بتلقائية واضحة وبساطة صاحبتها في تأدية جميع مشاهدها رغم أنها الاطلالة الأولى لها على الشاشات، بدت أكثر ثقة بذاتها في أدائها لأغلب المشاهد التي لا تقل اجادتها فيها بل تزداد أو تقف في نفس منطقة التمييز التي اكتسبتها من قبل المشجعين لها. إنجي أبو زيد، هي الوجه الذي ظهر مع الفنان يوسف الشريف في مسلسله "الصياد" الذي عرض في رمضان الماضي، وتستكمل نجاحها هذا العام بدور "سلمى" زوجة المدمن "طارق"، ظهرت بانفعالات طبيعية تعبر بتلقائية عن الحالة التي قد تعيشها زوجها مهددة حياتها بالانهيار طوال الوقت، وتتجلى ملامح التعبير لدى إنجى ببساطتها طوال الوقت بعدم الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل التي قد تزغلل عين المشاهد لكنها لا تنسيه كيف كان أداء الفنان الذي يشاهده لمشهد معين. محمد الشرنوبي يتألق هو الآخر هذا العام بدور "وليد" في مسلسل "بين السرايات"، و"أبي" في "العهد"، وإن كان الأول هو الأقرب لنموذج الكثيرين من فئة الشباب البسيط الذي يأتي من القرى إلى القاهرة طالباً للعلم في جامعتها، يظهر بشغفه الدائم على حضور جميع المحاضرات، وطريقة حديثه و"اللكنة" التي اتقنها بشكل مميز ساهم في تقائيته التي يؤدي بها الدور، وبين هذا الطموح يظهر الفتى القوى المتمرد كما في دوره بمسلسل "العهد" الذي يجسد خلاله دور نجل "سجاج" التي تجسد دورها هنا شيحة حيث ينفر من التعامل معها طوال الوقت بسبب عجزه حيث ولد كسيحاً نتيجة لحمل والدته فيه باتفاق مع الدجالين وليس بشكلاً طبيعياً، وهنا يظهر تحدى الشربوني فالمشاهد جميعها معتمدة على تعبيرات وجهه حيث يظهر طوال الوقت قعيداً في السرير نتيجة لعجزه، ويعتمد في تأديته لمشاهده على لغة عينيه التي تعد واحدة من أقوى لغة التمثيل لدى الفنان. المفاجأة الكبرى كانت في محمد عادل، الفتي الذي بدأ ظهوره بشكل ملفت في مسلسل "حكايات بنعيشها" مع الفنانة ليلى علوي والذي يتوفى صديقه بعد انقاذه لوالدته من الحريق، وتستمر الرحلة من دور صغير إلى آخر تكلل بمساحة أكبر في الظهور من خلال مسلسل "خطوات الشيطان" مع الداعية معز مسعود، ورغم المشوار الذي بدأ منذ سنوات إلا أن فرصته الحقيقة لم تأتي إلا هذا العام من خلال عدد من المسلسلات التي يشارك بها وهي "أستاذ ورئيس قسم"، و"ذهاب وعودة"، و"الكابوس"، و"بعد البداية"، "طريقي" ويظهر التحدي الأكبر للفنان في دورين من مجمل الأعمال التي شارك بها رغم من تفوقه بهم، ونجاحه في اختيار أدوار يختلف كل منها عن الآخر. يتميز محمد عادل في تجسيده لدور "منعم" المعاق الذي بتر ذراعه في مصنع "مشيرة"، الشخصية المركبة التي اختارت الوحدة والعزلة لتكون صديقها، وتكون عوضاً له عن قسوة الوضع الذي أصبح فيه، و"محمود" في "طريقي" الذي قدم فيه دور شقيق شيرين الذي يكون العون الوحيد لها وسط حياة تمتزج بين قسوة الأم والحبيب الذي تختاره للزواج، وإن كان النجاح الذي فرضه عادل منذ إطلالته الخاطفة على الشاشة احساسه العالي والقوي الذي يلخصه في تعبيرات وجهه. ياسمين صبري التي تظهر هى الأخرى في دور "نادية" بمسلسل "طريقي" تخطف قلوب وأنظار المشاهدين، فمن دور الفتاة المحجبة في مسلسل "خطوات الشيطان" مروراً بابنة أبو هيبة في مسلسل "جبل الحلال" مع النجم محمود عبد العزيز إلى أن جاءت الفرصة الأكبر للظهور هذا العام بجانب النجمة شيرين، لتضفي إطلالة خاصة تعبر عن كثير من الفتايات في الماضي وقليلاً منهم في الحاضر، بخفة ظل وأداء بسيط وخاطف. "شيماء سوستة" أو نهى عابدين التي تظهر في مسلسل "الكابوس" تلك الفتاة الشعبية التي يقع معها "فارس" في علاقة غير شرعية تثمر عن طفل صغير، توهمها صاحبة المصنع ووالدة "فارس" انه توفي في البداية وبتوالى السنوات تكتشف أنها وضعته في ملجأ. تقترب نهى في مشاهدها من فئة المهمشين ومعدومى الحال بطريقة حديثهم وتكلل أحزانها الصادقة في المشهد الذي ينهال عليها فيه شقيقها "حماده" الذي تألق هو الآخر في دوره بعد علمه بعلاقاتها وابنها الذي أنجبته سراً، تظهر بدموع صادقة واحساس معبر عن وجعها وشتات فكرها بين معرفتها بأن نجلها مازال على قيد الحياة، وبين شقيقها الذي لم يحتوِها يوماً بحسب حديثها مع والدتها.