أكد عدد من المثقفين أن تغيير اسم الهيئة العامة لقصور الثقافة ليس من أولويات المرحلة، لكن الأهم هو استرجاع دورها التنويري التي كانت تقوم به في جميع محافظات مصر. جاء هذا تعقيبا علي إرسال الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، مذكرة إلى وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازى، طلب فيها تغيير اسم هيئة قصور الثقافة وإعادته إلى الاسم القديم "الثقافة الجماهيرية". قال الكاتب مكاوي سعيد: في البداية التركيز علي تغيير الأسماء لا أظن انه مناسب للمرحلة التي نمر بها، فيمكن أن تستعيد الهيئة دورها الجماهيري الذي يدعم سكان المحافظات والأقاليم ثقافيا دون تغيير الاسم. المهم الآن الوصول إلي الجمهور في كل المناطق لمواجهة الدعاوي السلفية ودعاوي العنصرية ومن هم ضد التنوير ، هذا هو الدور المنوط بها والذي يجب أن يتعاظم الآن والاسم آخر ما نفكر به. فيما عبرت الكاتبة هويدا صالح عن سعادتها بهذا القرار قائلة: فكرة أن ترجع الهيئة لاسمها وأن تكون بنت الجمهور، هي فكرة عظيمة ونرفع لها القبعه، شرط أن يتحقق الدور بشكل حقيقي، وليس مجرد تغيير أسماء. وإذا كانت رغبة سعد عبد الرحمن أن يعيد الهيئة لدورها الحقيقي فيمكن أن يفعل هذا بدون تغيير الاسم، لأننا في حاجة لتقديم خدمات ثقافية للشباب ونشر دعاوي التنوير لمحاربة الإرهاب والعنصرية. تعود هويدا لتعبر عن قلقها من أن يكون تغيير الاسم مجرد استعراض إعلامي، كما هو كان دور الهيئة في الفترة الماضية الذي اقتصر علي الاستعراضات والاحتفالات ، مؤكده أنه " لو ثبت ذلك سيقف المثقفون أمام هذا، حتي لو وضعوا ألف اسم براق، لأن الهيئة هي المصدر الثقافي الوحيد الذي متاح له التواصل مع الشارع عن قرب، فيجب أن تقوم بدورها، ولابد أن يكون القائمون عليها لديهم وعي بأهمية التنوير، لأن الثقافة لازالت قاصرة علي النخبة، والشارع مازال خاضعا للجماعات الدينية المتطرفة. من جهته، قال الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة الموضوع متعلق بالقرار المنشيء للهيئة لأنه قرار جمهوري رقم 63 لسنة 1989، والذي صدر باسم الهيئة العامة لقصور الثقافة والتي كانت تسمي من قبل الثقافة الجماهيرية عندما انشأت عام 1966. وهذا الاسم يحمل في داخله الدور والوظيفة الأساسية لها ، فهي ثقافة يصنعها الجمهور وتقدم للجمهور. وهو أيضا الاسم الشائع لها في الأقاليم فكل من هم خارج القاهرة يعرفون الهيئة بالثقافة الجماهيرية. لذا فكرنا في استعادة الاسم بتقديم مذكرة لوزير الثقافة د. عماد أبو غازي. لكن هذا التغيير يحتاج إلي قرار جمهوري لذا فالوزارة في محاولة لإمكانية استصدار القرار من المجلس العسكري أو من مجلس الوزاراء " . يقول عبد الرحمن القضية ليست تغيير اسم، لكن هي استعادة دور لأن الاسم له علاقة وثيقة بالوظيفة. كانت كلمة جماهير غير محببة للنظام السابق، لأن الرأي العام كان لا وزن له عندهم.لذلك محو الاسم الذي امتد لفترة طويلة من العمل ، لكننا نتمسك بعودته وعودت دور المؤسسة لتحقيق ما يطلبه الجمهور ، وتعود الثقافة الجماهيرية لدورها في تثقيف الشعب المصري دون تحيز ، وستنصب اهتمامات المؤسسة علي المناطق المحرومة ثقافيا في النجوع والقرى والمناطق الحدودية والواحات وغيرها من الأماكن المعزولة ثقافيا.