ترأس المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، الاجتماع الأول ل "وحدة إفريقيا"، مساء أمس، والتي تم إنشاؤها مؤخرا بمجلس الوزراء، وذلك بحضور وزراء الصحة، والإسكان، والكهرباء، والنقل، والزراعة، والتعاون الدولي، والاستثمار، والطيران، والثقافة، والتعليم العالي، والموارد المائية والري، بالإضافة إلى عدد من مسئولي الجهات المعنية. وقال السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، إن المهندس إبراهيم محلب أكد في بداية اللقاء أهمية إنشاء "وحدة إفريقيا" في إطار جهود الدولة المصرية نحو تعزيز تواجدها في إفريقيا ودعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، والعمل على تنشيط التعاون من خلال زيادة معدلات الزيارات الرسمية المتبادلة مع الدول الأفريقية، نظرا للأهمية السياسية والاقتصادية التي تمثلها أفريقيا بالنسبة لمصر. كما شدد رئيس الوزراء على أهمية تعزيز عمل الآليات والإمكانات المصرية المتاحة بأفريقيا وتفعيل الاستفادة الكاملة من الاتفاقات التجارية التي وقعتها مصر كاتفاقية الكوميسا لتعزيز التبادل التجاري مع الدول الأفريقية الأعضاء، ودراسة إقامة مراكز تجارية للمنتجات المصرية في عدد من الدول الإفريقية، فضلا عن تطوير شركة النصر للاستيراد والتصدير لتؤدي دورها كإحدى أدوات السياسة المصرية في أفريقيا، وذلك من خلال دعم أعمال الشركة بالتعاون مع القطاع الخاص واتحادات الصناعات والغرف التجارية المصرية. من ناحية أخرى، استعرض عدد من الوزراء الحضور كل في مجاله الأنشطة المصرية المختلفة في إفريقيا وسبل دعمها في القطاعات المختلفة، ففي قطاع التعاون الدولي أقترح بحث فرص التعاون الثلاثي بين مصر والدول العربية والأجنبية في إفريقيا. وفي مجال الصحة تمت الإشارة إلى أنه جارٍ الإعداد لزيادة عدد القوافل الطبية المصرية إلى الدول الإفريقية طبقًا لاحتياجاتها. والعمل على تشجيع السياحة العلاجية بمصر، وفي مجال النقل الجوي أقترح دراسة زيادة حركة الطيران الجوي من مصر إلى العواصم الأفريقية المختلفة للاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز لمصر في هذا الإطار. وفي مجال الزراعة، أشير إلى أهمية زيادة المشروعات المشتركة، وتشجيع القطاع الخاص المصري على الاستثمار في الدول الأفريقية في المجالات ذات الأهمية لمصر كإقامة المزارع الحيوانية والمجازر المشتركة واستيراد حاجاتنا من اللحوم منها. أما في مجال الكهرباء فاقترح دراسة إمكانية الربط الكهربائي بين مصر وبعض الدول الأفريقية للاستفادة من اختلاف توقيت الذروة في الاستخدام الكهربائي، كما سيتم زيادة عدد المنح التدريبية المقدمة للكوادر الفنية في الدول الأفريقية. وفي مجال الإسكان تمت الإشارة إلى ضرورة الاستفادة من إمكانات المركز القومي لبحوث الإسكان للمساهمة في تقديم الدراسات التخطيطية المطلوبة، وفي مجال النقل تم التأكيد على أهمية استكمال الطرق البرية والخطوط الملاحية للربط بين شمال القارة ومدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا. وفي القطاع الثقافي والتعليمي تم التشديد على أهمية دعم دور الأزهر الشريف لمواجهة الأفكار الهدامة والمتطرفة، فضلا عن العمل على استضافة المهرجانات الثقافية الإفريقية، وإنشاء فروع للجامعات المصرية، واستقبال المتدربين الأفارقة في مختلف المجالات. وفي ختام الاجتماع، وجه رئيس الوزراء بضرورة وضع تصور شامل للتحرك في أفريقيا بحيث تعمل الوحدة على تنسيق جهود وأنشطة الوزارات المختلفة في دعم التواجد المصري بالقارة بشكل دائم والعمل على زيادة التواصل مع المجتمعات الإفريقية، كما وجه بعمل حصر بالمشروعات المصرية في أفريقيا والتعرف على مشكلاتها وسبل استكمالها، واتفق في نهاية الاجتماع على تكليف وزيرة التعاون الدولي مقرر الوحدة بمتابعة تنفيذ ما تم إصدار من توجيهات وتنسيق خطط الوزارات المختلفة المتعلقة بالتحرك في إفريقيا خلال الفترة المقبلة، وعرض ذلك في الاجتماع الشهري للوحدة.