اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" فى تقرير حول احداث الجمعة الدامية فى سورياأمس ان "هذا يوم له مابعده" متوقعة المزيد من الأحداث الخطيرة والمواجهات الدامية أثناء تشييع عشرات الضحايا الذين سقطوا برصاص قوات الأمن السورية لمثواهم الأخير. ولاحظت الصحيفة الأمريكية فى تقريرهااتساع وعمق الانتفاضة الشعبية لتشمل كل أنحاء سوريا من الجبل الى الساحل والعاصمة دمشق والمناطق ذات الوجود الكردى الملحوظ وسط مؤشرات تنذر بمشهد سورى تسوده الفوضى. ومع ذلك فقد استدركت "نيويورك تايمز" موضحة أن الانتفاضة الشعبية السورية رغم اتساع نطاقها لم تبلغ بعد تلك الدرجة من الزخم التى شهدتها الثورة الشعبية المصرية فضلا عن ثورة شعب تونس. ونسبت الصحيفة لمن وصفتهم بأنهم من منظمى الانتفاضة الشعبية السورية الحالية قولهم ان الانتفاضة مازالت فى بدايتها وطورها الأول فيما لفتوا الى ان النظام تمكن عبر عقود طويلة من ترسيخ معايير تضمن ولاء عناصر النخبة العسكرية والاقتصادية اضافة لجزء كبير من الأقليات. ومع ذلك فقد اكدت "نيويورك تايمز" أن المواجهات الدموية التى شهدتها سوريا أمس جعلت النظام فى وضع اقرب للترنح وان كان مازال يسعى للحفاظ على تماسكه. ومضت الصحيفة فى تقريرها لتشير الى ان العديد من المناطق المهمشة اقتصاديا على مشارف دمشق شهدت مظاهرات كبيرة فيما تبقى مدينة بانياس الساحلية الأكثر جذرية فى مطالبها التى تتمثل فى ضرورة اسقاط النظام. وشهدت سورياأمس أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية فيما سقط عشرات القتلى برصاص قوات الأمن و اتسع نطاق الاحتجاجات الشعبية على الرغم من التنازلات التى قدمها نظام الرئيس بشار الأسد مؤخرا وتضمنت الغاء حالة الطوارىء. واضافت انه على الرغم من عدم وجود أرقام نهائية وموثوق بها حول محصلة القتلى فى هذا اليوم الدموى فان تقديرات تفيد بأن نحو 75 مواطنا سوريا قتلوا برصاص قوات الأمن غير انه يخشى ان يكون الرقم الفعلى لعدد الضحايا اعلى بكثير من هذه التقديرات. ومن جانبها،قالت السلطات السورية إن اثنين من قوى الشرطة قتلا أمس "الجمعة" كماأصيب عدد آخر خلال استهدافهم من قبل من وصفتهم "بمجموعات اجرامية مسلحة فى محافظتى دمشق وحمص" .