وصل وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ إلى باكستان في وقت متأخر أمس الأحد بعد يومين من رفض البرلمان الباكستاني طلبًا سعوديًا بإرسال دعم من أجل تدخل المملكة العسكري في اليمن. تأتي الزيارة عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإسلام أباد الأسبوع الماضي والتي حث فيها باكستان على دعم الحوار في اليمن بدلاً من إرسال قوات. وقال آل الشيخ للصحفيين في المطار إن علاقات البلدين قوية وإن القرار الذي أصدره برلمان باكستان هو شأن داخلي باكستاني. وأضاف: "أولا لا بد أن نؤكد أن المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الاسلامية هما بلد واحد وعلاقاتهما من تأسيس المملكة ومنذ تأسيس دولة باكستان وهي علاقة قوية ومتميزة ومستقرة ودائما من حسن إلى أحسن وتعاون في جميع المجالات وعبر جميع الأصعدة". وأردف الوزير السعودي "هذه شئون خاصة بالباكستان ولكن نحن دائمًا نطمع في أن يكون باكستان مع المملكة العربية السعودية في كل الظروف وفي جميع الأحوال، لأن المملكة بلد الحرمين الشريفين ولأن باكستان ثاني أكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان، وما بيننا هو في القمة دائمًا". وكانت السعودية قد طلبت من باكستان ذات الأغلبية السُنية توفير سفن وطائرات وقوات للحملة التي تخوض أسبوعها الثالث بغرض استئصال شأفة النفوذ الإيراني في ما قد يتحول إلى حرب بالوكالة بين قوتين مهيمنتين في الخليج. ويضع الطلب السعودي رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في مأزق، ففي العام الماضي قدمت السعودية لباكستان قرضا بقيمة 1.5 مليار دولار، كما آوت شريف عدة سنوات حينما خرج إلى المنفى عقب انقلاب عام 1999. لكن أعضاء البرلمان الباكستاني يخشون أن يتحول الصراع اليمني إلى حرب طائفية تغذي العنف في باكستان وعلى الحدود الطويلة مع إيران. وصوت برلمان باكستان بعدم الانضمام للحملة العسكرية التي تشنها السعودية في اليمن. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الباكستانية إن من المتوقع أن يعود الوزير آل الشيخ إلى الرياض غدا الثلاثاء.ولم يعلن برنامج محادثاته في باكستان.