في كل يوم تزداد خطورة السكتة الدماغية باعتبارها مشكلة صحية رئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سلط الاختصاصيون الضوء على مشكلة نقص تلبيانات فيما يتعلق بمعدلات الانتشار الواسع للسكتة الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتبارها أحد التحديات الرئيسية، مع التأكيد في نفس الوقت على الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات للوقاية ولتقديم رعاية أفضل لمرضى في المنطقة، في ظل توقعات بتضاعف حالات الوفاة الناجمة عنها بحلول عام 2030 تقريبًا، وتتراوح معدلات الإصابة السنوية بين 27.6 إلى 57 حالة لكل 100,000 شخص في بلدان الخليج وتأتي السكتة الدماغية باعتبارها النوع الأكثر شيوعًا. وتقدر الحالات في المملكة العربية السعودية ب 186 حالة لكل مائة ألف شخص، وفي مصر يصل هذا الرقم إلى حوالي 963 حالة لكل 100,000 شخص وفي لبنان تصل النسبة إلى 3.9% من التعداد. قامت بوهرنجر إنجلهايم، مؤسسة الأبحاث الدوائية الرائدة، بتدشين أكاديمية بوهرنجر إنجلهايم للسكتة الدماغية بغرض تأسيس برنامج مثالي شامل (بروتوكول) في المنطقة عن كيفية إدارة السكتة الدماغية. وتسعى أكاديمية السكتة الدماغية والتي تعد الأولى من نوعها في المنطقة إلى الجمع بين نخبة من كبار الخبراء وأطباء القلب والأعصاب في المنطقة والعالم لتسليط الضوء على التحديات العلاجية والتي لا يزال هناك قصور في مواجهتها ولتحديد التدابير الفعالة في هذا الصدد. ولن تقتصر فائدة هذه الأكاديمية على بيان أفضل الممارسات الطبية في التعامل مع السكتة الدماغية بل ستمتد أيضًا إلى تمكين الخبراء من دعم المرضى والعائلات والهيئات الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد شهد الاجتماع التمهيدي لتدشين الأكاديمية والذي عقد في مدينة إسطنبول في الفترة من 10 إلى 12 أبريل مشاركة فاعلة للخبراء في ورش عمل وحوارات وحلقات نقاشية لتسليط الضوء على أفضل الممارسات الطبية والبرامج العلاجية وأحدث المستجدات العلمية. وتستهدف أكاديمية بوهرنجر إنجلهايم للسكتة الدماغية وضع برنامج شامل في المنطقة لإدارة السكتة الدماغية يركز على الوقاية من السكتة الدماغية والعلاج الفوري عند الإصابة بغرض المحافظة على حياة الأفراد. وقد صنّفت السكتة الدماغية باعتبارها أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة على مستوى العالم. وتتضمن تدابير الوقاية من السكتة الدماغية تحديد عوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى السكتة الدماغية والتي تتضمن مرض الرجفان الأذيني ، والدورة الدموية غير المنتظمة، وقابلية تجلط الدم وهو الأمر الذي يتطلب معالجة فعالة لتقليل فرص حدوث السكتة الدماغية لأدنى حد ممكن. وسوف تقوم الأكاديمية بتعريف الخبراء المشاركين بأحدث التطورات العلمية حول الوقاية والعلاج وبرنامج التعامل مع الأعراض، كما تهدف في نفس الوقت إلى وضع برامج علاجية للرعاية الطارئة التي يمكن أن تحافظ على حياة الأفراد، والتعامل مع الحالة بشكل فعال خلال الساعة الفاصلة (وهو الفاصل الزمني بين استقبال المريض في المستشفى وبدء العلاج) وإمكانية تحسين حالة المرضى كهدف أساسي. والجدير بالذكر أن مرض الرجفان الأذيني أو عدم انتظام ضربات القلب والذي يتسم بخفقان القلب السريع وغير الطبيعي يصيب ما يقرب من 2 % من تعداد السكان ويضاعف مخاطر حدوث السكتة الدماغية بخمس مرات. وفي حالة الرجفان الأذيني فإن الدم يمكن أن يتجمع في الحجرات العلوية للقلب (الأذينات) ويُكوِّن تجلطات. وفي حال تكوّن جلطة دموية فإنها قد تنتقل من القلب إلى الدماغ، وتعيق تدفق الدم إلى الدماغ مسببة السكتة الدماغية. ويمكن للجلطات الدموية أن تمنع تدفق الدم إلى الأعضاء الأخرى أيضًا. ولذلك يستخدم الأطباء أدوية فعالة مثل مضادات التخثر الفموية الجديدة (NOACs) ليس فقط لمنع الجلطات الدموية من إحداث السكتة الدماغية ولكن أيضًا للسيطرة على أي أضرار أخرى عند حدوث السكتة الدماغية. وفي هذا الإطار قال البروفيسور بول دوريان، وهو عالم ومدير شعبة أمراض القلب وقسم الطب بجامعة تورونتو وبمستشفى سان ميشيل بكندا: "يتعرض مرضى الرجفان الأذيني لمخاطر متباينة جداً فيما يتعلق باحتمال إصابتهم بالسكتة الدماغية أو التجلط المتكرر للدم وهو ما يؤدي إلى مضاعفات مميتة. ويعدّ الذين يعانون من أمراض قلبية صمامية عرضة لمخاطر الإصابة بالإنسداد التجلطي أكثر من غيرهم، كما أن المضاعفات تتزايد عند وجود الرجفان الأذيني. ورغم ذلك يسعدنا القول بأنه يتوفر لدينا الآن في المنطقة علاجات طبية فعالة مثل مضادات التخثر الفموية الجديدة والتي يمكن أن تكون فعالة جداً في منع حدوث السكتة الدماغية. كما توجد أيضاً استراتيجيات جديدة من أجل توفير المساعدة الفورية في حال الإصابة بالسكتة الدماغية للحد من حالات الوفاة". من جانبها قالت الدكتورة مرجان مغامي، رئيسة الشؤون الطبية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بوهرنجر إنجلهايم: "إن العلاج الآمن والفعال للوقاية من السكتة الدماغية في حالة الرجفان الأذيني، والحاجة الملحة للعلاج الفوري بعد حدوث السكتة الدماغية وتقليل مخاطر تكرار حدوثها من شأنه خفض العبء الاقتصادي والاجتماعي لهذه الحالة المهددة لحياة المرضى. وسيكون لأكاديمية بوهرنجر إنجلهايم للسكتة الدماغية الريادة في وضع برنامج شامل للتعامل مع السكتة الدماغية، وفي الوقت نفسه المساعدة في الإرتقاء بالممارسات الطبية القائمة، بهدف تقديم الدعم للمرضى والعائلات والهيئات الصحية". وتزداد أهمية المساعدة الطبية العاجلة أثناء حدوث السكتة الدماغية حيث تعدّ الوسيلة الوحيدة للسيطرة على العجز والمضاعفات والعواقب المميتة. ولذلك فقد حثّ الأطباء على ضرورة التعرّف على الأعراض والعلامات المبكرة للسكت