أكد إياد أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن التفتت المذهبي وخطاب التطرف من أهم التحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي. وأضاف مدني: "إذا أردنا أن نبحث عن جذور للاقتتال المذهبي، فلن نجدها إلا عند من يرى في المذهب أداة لفرض النفوذ، ووسيلة لبسط السيطرة، وطريقاً للتوسع والهيمنة؛ وآن لنا أن نُفصح عن هؤلاء ونتصدى لهم". أما خطاب التطرف، فقال مدني، إنه نتاج سياقه السياسي، وتربته المجتمعية، وبيئته الإقتصادية، ونكوصه التام عن الإسلام عقيدة وشريعة ومقاصدا، واختراقه من خارجه لخدمة أجندات سياسية تفرق لتسود، وتُضعف لتبقى، وفهم ذلك كله هو المدخل لتفكيك خطاب التطرف ومواجهته ودحره. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. من جهة أخرى، أكد الأمين العام أن العمل يجري لعقد قمة إسلامية استثنائية حول فلسطين وما يحيق بأهلنا هناك، وما يتعرض له المسجد الأقصى من امتهان؛ والطريق المسدود الذي وصلت إليه مسيرة أكثر من عشرين سنة من المفاوضات؛ وحول العودة للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية، والمطلب الفلسطيني بأجندة محددة في إطار زمني محدد؛ وأيضًا للخروج من ربقة الوسيط الوحيد، الذي يكاد يكون طرفاً لا وسيطًا، إلى وساطة أوسع، تمثلها اللجنة الرباعية بقيادة جديدة. كما أشار مدني أن المنظمة تتحرك جادة ومؤثرة في مواجهة القضايا الماثلة في الصومال، والساحل الأفريقي، وشمال مالي، وجمهورية وسط أفريقيا. كما أيضًا تعمل بدأب من أجل حقوق إخوة لنا في ميانمار، وكشمير، ونجورنو كاراباخ بأذربيجان، وتدعم دور الجامعة العربية في سوريا وليبيا؛ وتدفع نحو وحدة الصف في العراق وأفغانستان، وتعلن بوضوح تأييدها ودعمها للخطوة التي اتخذتها الدول الداعمة للشرعية الدستورية في اليمن. وفي نهاية كلمته، قال الأمين العام إن العالم العربي والأمة الإسلامية، بثقافتها وحضارتها، وثراء تنوعها، وتاريخ التمازج والتسامح والإنفتاح طوال مسيرتها، وفتوة شعوبها، قادرة بإذن الله، أن تَنهض وتَبني وتُشيد وتُشارك، لا لتعيش فقط، بل لتحيا، ولا لتحيا فقط، بل لتشكل نموذجًا حضاريًا، وخطابًا حقوقيًا، وفعلاً ثقافيًا، وواقعًا اجتماعيًا يضيف بدفعة وحيوية لمسيرة الإنسانية ومستقبلها.