قال اياد مدني أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن المنظمة تنظر للقمم العربية بكثيرٍ من الترقب، وتُعلِّق عليها كبار الآمال، مشددا على أنه في وحدة العالم العربي، وتماسكه قوة للأمة الإسلامية على امتداد أرجائها؛ كما أن منظمة التعاون الإسلامي بأعضائها السبع والخمسين هي العمق الإستراتيجي للعالم العربي أياً كانت أقطاره. وشدد في كلمته امام القمة العربية على ان التفتت المذهبي، وخطاب التطرف تشكل أهم التحديات الراهنة ولا يُعقل أن الأمة التى بُعث فيها رسول الإنسانية، برسالة الهدى والرحمة والعدل والمساواة وإعمار الكون، صلى الله عليه وسلم، أن تقود رسالتها للتمزق والإقتتال؛ ولا يُعقل أن تكون خاتمة الرسالات السماوية التى لا يكتمل إيمان أهلها إلا بإيمانهم بكل الرسل والرسالات، مدعاة للشقاق والتصنيف والفرقة والتناحر. ودعا الى ضرورة البحث عن جذور الإقتتال المذهبي والتصدي لها ، مضيفا ان خطاب التطرف هو نتاج سياقه السياسي، وتربته المجتمعية، وبيئته الإقتصادية، ونكوصه التام عن الإسلام عقيدة وشريعة ومقاصدا، واختراقه من خارجه لخدمة أجندات سياسية تفرق لتسود، وتُضعف لتبقى. وفهم ذلك كله هو المدخل لتفكيك خطاب التطرف ومواجهته ودحره. وعلى صعيد القصية الفلسطينة قال إن منظمة التعاون الإسلامي حاضرة، بجانب إخواننا في فلسطينالمحتلة وهم يواجهون احتلال نظام عنصري "أبرتايد". والعمل يجري لعقد قمة إسلامية حول فلسطين وما يحيق بأهلنا هناك، وما يتعرض له المسجد الأقصى من امتهان؛ والطريق المسدود الذي وصلت إليه مسيرة أكثر من عشرين سنة من المفاوضات؛ وحول العودة للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية، والمطلب الفلسطيني بأجندة محددة في إطار زمني محدد؛ وأيضاً للخروج من ربقة الوسيط الوحيد، الذي يكاد يكون طرفاً لا وسيطاً، إلى وساطة أوسع، تمثلها اللجنة الرباعية بقيادة جديدة. كما أن المنظمة تتحرك جادة ومؤثرة في مواجهة القضايا الماثلة في الصومال، والساحل الأفريقي، وشمال مالي، وجمهورية وسط أفريقيا. كما تعمل بدأب من أجل حقوق إخوة لنا في ميانمار، وكشمير، ونجورنو كاراباخ بأذربيجان. وتدعم دور الجامعة العربية في سوريا وليبيا؛ وتدفع نحو وحدة الصف في العراق وأفغانستان، وتعلن بوضوح تأييدها ودعمها للخطوة التي اتخذتها الدول الداعمة للشرعية الدستورية في اليمن. كما تنشط منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة الأزمات، بتحليلها وفهمها وتفكيكها، فنحن نعمل أيضاً، في مجالات النشاط الإقتصادي، والتعليم، والحراك الثقافي، والتكامل العلمي والتقني، وتمكين المرأة، والإلتفات للشباب، والوقوف بجوار الفئات المهمشة، والإنفتاح على المجتمع المدني، على أسس استراتيجية متينة تبث روح الأمل، وترسي الثقة في مستقبل واعد بمشيئة الله، نشارك فيه بقية الأمم، بندية وقدرة وثقة، في صنع مستقبل العالم، باقتصاده وتقنياته وانتاجيته، وتحقيق احتمالات التقدم والابتكار في علومه ونظرياته. وشدد على ان العالم العربي والأمة الإسلامية، بثقافتها وحضارتها، وثراء تنوعها، وتاريخ التمازج والتسامح والإنفتاح طوال مسيرتها، وفتوة شعوبها، قادرة بإذن الله، أن تَنهض وتَبني وتُشيد وتُشارك، لا لتعيش فقط، بل لتحيا، ولا لتحيا فقط، بل لتشكل نموذجاً حضارياً، وخطاباً حقوقياً، وفعلاً ثقافياً، وواقعاً اجتماعياً يضيف بقوة وحيوية لمسيرة الإنسانية ومستقبلها.