أكد شعراء مصريون أن اتهام الشاعر هشام الجخ بسرقة بعض قصائد الشاعر عبد الستار سليم سيؤثر على مصداقيته لأنه ليس شاعرا مهما بقدر ماهو ظاهرة اعلامية أفرزها "مناخ الاحتجاج". وكان الشاعر عبد الستار سليم قد اتهم الجخ بسرقة نصوص من شعره نشرها بديوانه "فن الواو" الصادر قبل سنوات عن هيئة قصور الثقافة، وشدد شعراء العامية البارزين على أن الجخ صناعة اعلامية روجت لها الفضائيات بعد فوزه بالمركز الثني في مسابقة أمير الشعراء التي تنظمها هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث في اطار التسويق ل "سلعة" وليس لنص أدبي. ودلل أخرون على أن اتهام الجخ بسرقة أعمال عبد الستار سليم وهو شاعر معروف في صعيد مصر من شأنه أن يؤثر على مصداقيته التي اهتزت أصلا بعد ظهور مقاطع بالفيديو على شبكة الانترنت تظهر تحفظ هشام الجخ على الثورة في أيامها الأولى. وقال الشاعر ماجد يوسف أن "الجخ وغيره ظواهر سلبية ولا يجوز ان تخدعنا بشهرتها الوهمية التي جاءت عن طريق وسائل الإعلام المختلفة"، وأكد يوسف على أنه يجب علينا التفرفة بين أن يكون الجمهور معيارًا وبين أن يكون الفن هو المعيار، فالجمهور مثلا يفضل شعبان عبدالرحيم وأبو الليف، وهذا هو معياره! ورفض يوسف صاحب "ست الحزن والجمال" تقييم هشام الجخ متسائلًا:" كيف تريدني أن أثمن شاعرًا يسرق من شاعر أخر؟" ولفت الرئيس السابق لقناة التنوير الى أن الثورات والانتفاضات تفرز أشعارًا مليئة بالصراخ والزعيق، وتبدو في ظاهرها ساخنة جدًا ولكنها كما وصفها المفكر الكبير زكي نجيب محمود "تلك الأشياء التي تكتب عن حدث بعينه في آن الحدث، لا تعبر عنه دائما بقدر ما تعبر عن فورانه". واصفًا تلك الظواهر بالوهمية وغير الحقيقية، مؤكدًا أن تجربة شعر العامية قد قطعت أشواطًا كبيرة أبعد مما يروج له الإعلان حاليًا. فيما اعتبر الشاعر فؤاد حجاج أن الجخ مجرد طبعة رديئة من الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، ولكنها ظهرت في ظروف مغايرة، فالأبنودي جاء في وقت كانت مصر تتجه نحو نهضة قومية، بينما ظهر الجخ في ظل انكسار وتدهور عم الثقافة والمجتمع المصري. وأكد حجاج أن الجخ يتملك موهبة مختلف عليها لكنه موجود قبل الثورة بسنوات، مشيرًا إلى أنه شارك من قبل في مسابقة شعرية بجامعة عين شمس وحظي بشعبه كبيرة جدًا بين الطلاب. ورأى حجاج أن معيار الحكم على الجخ مرهون بما سيقدمه في الفترة القادمة لأن النظام الذي كان يزعم مناهضته قد مات. وفي سياق متصل رأى الشاعر محمد خير أن الجخ مثل ظواهر كثيرة عادية، تخضع لنظام العرض والطلب، "فكل سلعة ولها طلابها"، ولا يستطيع أن يقوم أحدًا بإصدار حكمًا على أحدهم بأنه شاعرًا أو غير ذلك، وإنما التاريخ وحده، من يفرز كل ذلك. وشدد خير على انه من المبكر جدا الحكم على أي منتج أدبي أو فني ظهر خلال الثورة. ومن جهته وصف الشاعر سالم الشهباني، ظاهرة الجخ، بفلاشات الكاميرا، التي تومض وتنطفىء سريعًا، فهي ظواهر "ميدياوية" لاتستند على تراكم إبداعي، بل تستند على تكيثف إعلامي. وأكد الشهباني رفضه فكرة استغلال الثورة في الترويج لاي شخص سواء كان مبدعا أو زعيما فهي انتاج المجتمع بكل أطيافه.