"بندورة" .. هو الشعار الذي فضل "عم حسن" أن يضعه على لافتة مطعمه الصغير جدا فى وسط عابدين، قبل أن يصل سعر الكيلوجرام منها إلى أكثر من 10 جنيهات. كان يريد إخبار الجميع أن الطبق الوحيد الذي يقدمه، يعتمد بشكل رئيسي على الطماطم الطبيعية، ولا مكان فى مطعمه لتلك المعلبة أو المحفوظة. يحكي عم حسن بنصف تركيز، حيث ترك نصف تركيزه الآخر مع المقلاة الموضوعة على النار، أنه يفضل استخدام الخضروات الطازجة، ولا يستخدم المحفوظة "لأنها بتفرق فى اللون والطعم"، وأنه يضطر كل يوم لنزول سوق العبور وشراء كل احتياجات المحل، ليبدأ العمل، بعد ذلك من الساعة 2 ظهرا، وحتى الواحدة بعد منتصف الليل. يكمل عم حسن (57 عاما): "كنت عايش فى إيطاليا لمدة 30 سنة، اشتغلت هناك فى أكتر من مطعم، واتعلمت حاجات كتير قوي، لكن اتخصصت فى تقديم الطبق الرئيسي المقدم فى المطعم هنا، وهو مكرونة اسباجتي بالسي فوود". ويتابع.. "الطبق ده ماشي هنا جدا والحمد لله، حاولت أقدم أطباق تانية زي المكرونة بالفراخ، لكن الزبائن بتحب المكرونة بالسي فوود" . ورث عم حسن محله الصغير عن والده، وحوله إلى ذلك المطعم، بعد أن كان مطعما للفول والطعمية: "الناس بتحب الأكل، لكن مش أي أكل، محلات الفول والطعمية موجودة فى كل مكان، بس الأكل الجديد والمذاق الجيد بيجذب الناس، خصوصا أني برفض تجهيز كمية كبيرة من الأكل، وباعمل الطبق بالطلب" ، لذلك فإن أغلب زبائن عم حسن من السياح وطلبة الجامعة الأمريكية، الذين يجذبون الطاولات والكراسي إلى الرصيف المقابل للمحل، ليجدوا متسعًا للجلوس بسبب مساحة المطعم الضيقة، وهناك عدد كبير من أصحاب وعمال المحلات المجاورة له تقصد مطعمه الصغير. حتى شهر مضى كان مطعم "بندورة" يقدم طبقه الوحيد ب 15 جنيها -يقول عم حسن- بعد أن أخرج من ثلاجته برطمان صغير يحوى سائلا أسود، "ده برطمان صوص جندوفلي، ثمن البرطمان الصغير ده 350 جنيها، غير تكلفة الطبق نفسه اللي فيه قطع سمك وجندوفلى وكابوريا وكاليماري، غير الطماطم والبصل والفلفل والمكرونة، خصوصا إني مش باضيف صلصة خالص على المكرونة"، لكن منذ أسبوعين فقط رفع عم حسن سعر طبق المكرونة بالسي فوود إلى 25 جنيها. وأرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الطماطم. يقول عم حسن: "كيلو الطماطم دلوقتي وصل ل 12 و15 جنيها، ومع ذلك ما أقدرش استبدلها بصلصة، لأن الزبون اتعود مني على مستوى أكل معين، بس اللي قدرت أعمله إنى رفعت السعر، لكن لم أقلل جودة الطعم ومذاقه". يضيف عم حسن: "حتى رفع سعر الطبق خسارة لي، لأن عدد الزبائن انخفض عن الأول بكثير، لكن أنا مضطر علشان ده حال السوق وسعر الطماطم اللى ارتفع بشكل جنوني"، ويقول: "أتمنى أن ارتفاع سعر الطماطم يبقى حالة مؤقتة وتخلص، وإلا هنقفل محلاتنا وأكل عيشنا". وعما إذا كان هناك احتمال فى خفض سعر طبق المكرونة بالسي فوود، يقول عم حسن: "سعر الطبق طبعا هيرجع زي الأول إذا رجعت الطماطم زي الأول" .