رحب وزير الخارجية في الحكومة الليبية المعترف بها دوليا محمد الدايري الخميس بمقاتلة قوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على طرابلس تنظيم"داعش"في منطقة سرت شرق العاصمة، معتبرا أن هذه المواجهة تعزز أسس "الوفاق الوطني". وقال الدايري في لقاء مع صحافيين في مقر إقامته في مدينة البيضاء في شرق ليبيا "أننا نرحب باتجاه بعض فصائل "فجر ليبيا" للتقدم نحو الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية والاشتباك معه في منطقة خليج سرت وسط ليبيا". وأضاف أن "مثل هذا الاتجاه سيعزز أحد أهم أسس الوفاق الوطني الذي نتمناه بيننا مع أهلنا في مختلف ربوع الوطن وهو محاربة الإرهاب". وتابع "نحن عازمون على الالتقاء بإخوتنا في الوطن من أجل محاربة الإرهاب في سرت وأنحاء أخرى من وطننا الحبيب الذي يعاني من وجود داعش المتطرف والذي يهدد أمن واستقرار أشقائنا في غرب ليبيا وشرقها وجنوبها". وتقع سرت على بعد نحو 450 كلم شرق طرابلس. وتخوض قوات "فجر ليبيا" منذ السبت الماضي اشتباكات قرب المدينة مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، في أول مواجهة بين الطرفين منذ إعلان التنظيم المتطرف في فبراير الماضي السيطرة على أجزاء من سرت. وقتل في هذه الاشتباكات 16 عنصرا من قوات "فجر ليبيا". ويقول مسئولون في طرابلس أن تنظيم الدولة الإسلامية تحالف مع مؤيدين للنظام السابق في هذه المنطقة التي تضم حقولا نفطية مهمة، الأمر الذي مكنه من السيطرة على الأجزاء الكبرى من مدينة سرت ومناطق أخرى قريبة منها. وتمثل تصريحات الدايري أول موقف صادر عن الحكومة المعترف بها دوليا حول هذه المواجهات، علما أن مسؤولين في هذه الحكومة سبق وأن اتهموا قوات "فجر ليبيا" بدعم "الإرهاب". وقوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ اغسطس 2014 هي خليط من المجموعات المسلحة الموالية لتحالف قوى سياسية، بينها أحزب إسلامية، مناهضة للحكومة المعترف بها دوليا والتي تدير اعمالها من طبرق شرق البلاد إلى جانب برلمان منتخب. وفي طرابلس حكومة موازية تدير السلطة السياسية فيها منذ سيطرة قوات "فجر ليبيا" على العاصمة، تعمل إلى جانب "المؤتمر الوطني العام" المنتهية ولايته والذي يعتبر الذراع التشريعية لهذه الحكومة التي تطلق على نفسها اسم "حكومة الإنقاذ الوطني". وفي هذا السياق، قدمت "القيادة العامة للجيش الليبي" بقيادة اللواء خليفة بلقاسم حفتر في بيان تعازيها "في ضحايا الإرهاب الداعشي من أبناء الوطن من كل مدنه وقبائله". وأعربت عن استعدادها "للتعاون التام مع القوى التي تحارب الإرهاب في تونس الشقيقة وفي سائر الدول العربية والإسلامية وفي العالم أجمع"، بعد مقتل 20 سائحا أجنبيا ورجل امن في هجوم استهدف متحف باردو وسط تونس امس الأربعاء. من جهته جدد عبدالله الثني رئيس الحكومة المعترف بها دوليا في مؤتمر صحافي دعوته الأممالمتحدة الى "إعادة النظر في مواقفها حول تسليح الجيش الليبي" في ظل حظر التسليح المفروض عليه، معتبرا أن الصراع في ليبيا "ليس سياسيا بل حربا على الإرهاب".