أصدر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، قرارًا بتعيين الدكتورة نسرين حلمي، في منصب مساعد وزير التربية والتعليم للأنشطة، على "الدرجة الممتازة"، حيث تعمل "نسرين" في كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، في وظيفة "أستاذ بيانو". وتسبب قرار محلب في حالة من الغضب الشديد لدى قطاع عريض من العاملين في ديوان عام وزارة التعليم، على خلفية ما تردده "أستاذة البيانو" من أنها مقربة من رئيس الوزراء. غير أن "بوابة الأهرام" كشفت قبل أسبوعين من الآن، عن صراع خفي بين "الدكتورة نسرين" وقيادات عدة بالوزارة، بسبب تعاملها ب"تعالٍ" معهم، وأنها دومًا ما تردد أنها على اتصال ب"محلب"، وأن محلب هو من جاء بها للعمل بالوزارة. المفاجأة أن "نسرين" كانت تعلم أنه سيتم تعيينها في منصب مساعد الوزير للأنشطة منذ أكثر من شهر، وأنا كانت دوما تتحدث عن أنها ستصبح "مساعد وزير"، بحكم علاقتها الطيبة مع "محلب"، مما أثار غضبًا عارمًا داخل ديوان الوزارة. الغريب والمثير للجدل، سواء من وزير التعليم أو رئيس الحكومة نفسه: أنه غاب عنهما عندما اتفقا على تعيين نسرين في منصب مساعد الوزير للأنشطة، تناسوا سهوًا أو عمدًا أن هناك قطاع بالوزارة يسمي "الخدمات التربوية"، يتبعه الإدارة المركزية للخدمات التربوية، ويتبعه أيضًا الإدارة العامة للأنشطة، فضلا أن الوزارة بها مستشار لكل مادة من مواد الأنشطة، سواء التربية الموسيقية أو الفنية، أو الرياضية، فهل يعقل بعد كل هؤلاء أن يأتي "أستاذ بيانو" من كلية التربية الموسيقية ليشغل منصب مساعد الوزير للأنشطة؟. وما لا يعلمه كثيرون، أن "نسرين أحمد حلمي" تعمل في الأساس بالوزارة، كمنسق لمشروع دمج الموسيقى في المناهج الدراسية، بمعني أن الطلاب سيحفظون المناهج والأناشيد وخلافه، عن طريق الموسيقى، بحيث يتم عمل نشيد به كل المعلومات المعرفية الموجودة بالدرس، لمساعدة الطفل على استيعابه أكثر من الطريقة التقليدية، على أن يقوم مدرس المادة بتدريس المنهج بالطريقة العادية، وفي المقابل ستخصص حصة التربية الفنية لتعرض بعض الدروس بشكل موسيقي غنائي وبشكل مسرحي لتثبيت المعلومة في ذهن الطالب.. "وهذا هو دور مساعد الوزير". لكن "نسرين" التي لم تفعل شيئًا في الوزارة حتى الآن، منذ انتدابها قبل عدة أشهر من الآن، سوى "مشروع المكرونة"، صدقت في وعدها بأنها حصلت على منصب "مساعد الوزير" من محلب، رغم أن جميع العاملين بالديوان كانوا يشككون في ذلك، إلا الوزير نفسه. ويبقى السؤال لرئيس الحكومة ووزير التعليم: هل لدى المدارس إمكانات لتطبيق فكر "المساعد الجديد"؟ هل يعقل أن تكون غالبية المدارس ليس بها مجرد "ملاعب" أو "كرة قدم" أو "مقاعد للطلاب" أو "فصول آدمية" ويصدر قرار بتعيين مساعد وزير للأنشطة بحيث يتم تلقين المناهج بالموسيقى والمسرح؟. وأيهما أحق بالمنصب بعد ثورتين: مساعد الوزير ل"مدارس آدمية" أم مساعد وزير ل"أنشطة موسيقية؟".