أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين والأراضى المحتلة أن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، كرس حياته وإمكانات المملكة فى خدمة القضايا الأمة العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية . قال صبيح، إنه كان شخصية مرموقة يعتد بها فى كل مكان فى العالم وليس على المستوى العربى فحسب وكان شغله الشاغل يتركز فى كيفية النهوض بالأمة وتجنبيها الخلافات والأزمات والتى كان يسارع الى احتوائها عبر مبادراته الخيرة منطلقا من رؤيته الثاقبة وفكره السديد . توقف السفير صبيح فى تصريحه ل" بوابة الأهرام "، عند دوره على صعيد القضية الفلسطينية ، موضحًاأن الملك الراحل رحمه الله رحمة واسعة كان صاحب القلب الحنون والأيادى البيضاء ، وفى الوقت نفسه الموقف الحازم، مشيرًاالى أن الشعب الفلسطينى سوف يفتقده ويفتقد مواقفه القوية المنحازة إلى حقوقه التى ظل على الدوام مدافعًا عنها. كما لفت فى هذا الصدد إلى مقاربته القوية أمام الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش خلال قمة جمعتهما فى الولاياتالمتحدة عندما تصدى لممارسات إسرائيل العدوانية ضد الفلسطينيين إبان الانتفاضة الثانية التى اندلعت فى العام 2001 والتى كانت تقابل احتجاجاتهم السلمية بتقطيع الأيدى والأرجل والقتل وسفك الدماء . أشار إلى أن المللك عبدالله، أعاد إلى الأذهان تصديه بقوة لطروحات حاكم ليبياالأسبق العقيد معمر القذافى فى قمة شرم الشيخ التى عقدت فى العام 2003 والتى كانت تدفع الى خلق محاور الفرقة بطريقة لاتخدم الأمة العربية ولاالقضية الفلسطينية ، لكنه نهض غاضبًا مفندًا هذه الطروحات ووجه له كلامًا قاسيًا وواضحًا للقذافى أمام القادة جميعهم وعلى شاشات التفلزيون ثم ترك مقر قاعة القمة . أضاف :"لقد توجهت اليه وشرحت له الظروف السلبية التى يتعرض لها الزعيم الفلسطينى آنذاك ياسر عرفات المحاصر فى مقر الرئاسة والشعب الفلسطينى الذى يقاوم الاحتلال"، ولكنه بادرنى بالقول : لاتخش شيئًا، لن نترك الشعب أو القيادة الفلسطينية ، والمملكة ستواصل دورها فى الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وستظل فى هذا الدور حتى تتحرر القدس ، بالطبع لايمكن نسيان مبادرته المهمة لتحقيق السلام والتى أقرتها القمة العربية فى بيروت فى العام 2002 والتى تضمنت الأسس الضروية لبناء سلام عادل وشامل مع إسرائيل . عبر الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عن يقينه الثابت فى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإخوانه قادةالمملكة سيواصلون السير على نفس الدرب الذى سار عليه الملك عبد الله وسيرفعون نفس الرايات فى ظل قناعة مؤداها أن عودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى هى الاساس لاستقرار المنطقة . أكدأن تكاتف مصر والمملكة العربية السعودية هو المرتكز الأساسى فى استعادة التضامن العربى، مشيرًا إلى أن آخر أعمال الملك الراحل تمثلت فى عودة الوفاق بين منظومة دول مجلس التعاون الخليجى ثم التأسيس للمصالحة المصرية القطرية عبر مبادرة قوية فى مضمونها وأهدافها .