قررت الحكومة الألمانية فى اجتماعها اليوم اتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية والقانونية للحيلولة دون وصول "إسلاميين جهاديين يحملون الجنسية الألمانية" إلى مناطق النزاع والعنف فى الشرق الأوسط خاصة سوريا والعراق. يأتى هذا بعد أسبوع من الهجمات التى شهدتها باريس من قبل متشددين إسلاميين عقب نشر مجلة "تشارلي إيبدو" الفرنسية صورا مسيئة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت الحكومة الألمانية قد أعدت مجموعة من الإجراءات لتقييد حرية سفر بعض الإسلاميين الألمان فيما يعرف بإجراءات مكافحة الإرهاب، وتعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عرضها على البرلمان الألمانى –البوند ستاج- لإقرارها فى أقرب فرصة ممكنة. ويتيح القانون الجديد للسلطات الألمانية سحب هويات الأشخاص المدرجين فى قائمة الجهاديين التي يمكنهم استخدامها للسفر إلى تركيا وداخل دول مجموعة دول شينجين في الاتحاد الأوروبي. وسيتم منح المشتبه بهم بطاقات هوية بديلة مدتها 18 شهرا تحمل خاتما بعدة لغات يحظر عليهم السفر وذلك بعد فشل الإجراءات الحالية –والتى تستطيع السلطات الألمانية بموجبها مصادرة جوازات سفر الأشخاص الذين يعرف أنهم جهاديون- فى الحيلولة دون سفرهم إلى مناطق النزاع والمشاركة فى بعض العمليات التى يزعمون أنها جهادية. في غضون ذلك ووفقا لتصريحات صحفية أدلى بها اليوم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير-غقب اجتماع الحكومة الالمانية - فقد ارتفع عدد الإسلاميين المتطرفين الذين غادروا ألمانيا متوجهين إلى سوريا والعراق إلى نحو 600 شخص، مشيرا إلى أن نحو 150 إلى 180 شخصا من هؤلاء الإسلاميين عادوا إلى ألمانيا مرة أخرى. وطبقا لمعلومات نشرتها الهيئة الاتحادية لحماية الدستور - جهاز المخابرات الألمانية- فقد قتل نحو 60 إسلاميا ألمانيا في سوريا والعراق، ولقى نحو عشرة منهم على الأقل حتفهم أثناء مشاركتهم في هجمات انتحارية.