هل تتذكر الفيلم الشهير الذي قلب أحوال السينما المصرية، وأنقذها من مرحلة خطرة سيطرت فيها أفلام المقاولات التي ملأت الساحة الفنية منذ منتصف الثمانينيات إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي.. نعم هو فيلم "إسماعيلة رايح جاي" الذي حمل معه ميلادا جديدا لسينما الشباب والوجوه الجديدة الذين أصبحوا نجوماً ورموزاً للفن في وقتنا الحالي. محمد حسن رمزي كان المغامر الذي أنتج الفيلم، وحقق به إيرادات ضخمة كانت هي الأعلي في تاريخ السينما المصرية في تلك المرحلة، فلم نسمع يوماً من قبل عن فيلم تتخطى إيرادته ال 10 ملايين جنيه. محمد حسن رمزي المنتج والموزع شديد الوعي، بل لعله الأجرأ أيضاً بين زملائه من الوسط الفني، حيث إن تاريخه الفني والذي حققه على مدار السبعة عشر عاما الأخيرة تحديداً يدل على تحمسه لجيل جديد من النجوم وتشجيعه لهم، بإنتاج أفلام خاصة لهم، برغم أن رصيدهم الفني كان "صفر" في بطولات الأفلام، فهو أول من تنبأ بنجومية هنيدي، ومحمد سعد، وحنان ترك، ومني زكي. الجرأة لدي المنتج الراحل لا تتوقف عند هذه المرحلة، فهو أول من رسخ لوجود أغنية الفيلم التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من أى عمل يتم تقديمه منذ إطلاقه لفيلم "إسماعيلة رايح جاي" وأغنية "كامننا" التي كانت سبباً رئيسياً في نجاحه. نجح المنتج الراحل في تكوين شراكة ناجحة مع المنتج وائل عبد الله صاحب شركة "أوسكار"، وهشام عبد الخالق صاحب شركة "الماسة" ليجتمع الثلاثة معاً تحت مظلة "المجموعة الفنية المتحدة" التي نجحت في تقديم كم كبير من الأفلام خلال مرحلة الألفية الجديدة. يعتبر محمد حسن رمزي من أكثر المنتجين الذين كانوا شديدي الحرص على صناعة السينما وكان لديه مخاوف كثيرة بداية من قبل ثورة يناير حيث اهتمامه بقضية القرصنة مروراً بمرحلة الثورة التي توقفت فيها الحالة الإنتاجية بسبب الأحداث التي كانت تشهدها البلاد. لعل حسن رمزي نجح في عودة السينما الكوميدية لنصابها الصحيح خلال مرحلة الألفية الجديدة، وخلق موسم صيفي لها، وهي نوعية خاصة من السينما لها جمهور كبير نجح من خلاله المنتج الكبير في استعادة الأسرة المصرية للذهاب للسينما من جديد بعدما سيطرت مرحلة سينما المقاولات عليها، هذا بالإضافة إلى اختفاء هذا النوع من السينما بعد مرحلة السبعينات ومنتصف الثمانينيات والتي كان يتم التحايل فيها على الأمر، بإدخال بعض النجوم في تقديم أفلام كوميدية مثل نور الشريف، وسمير صبري وحسن يوسف وغيرهم وليس خلق نجوم كوميديا من الدرجة الأولى وهو ما نجح فيه المنتج الراحل، حيث صعد النجوم محمد هنيدي، وهاني رمزي، ومحمد سعد، والراحل علاء ولي الدين بعدما تنبأ لهم بالنجومية قبلها بسنوات طويلة. الوعي الذي صاحب محمد حسن رمزي جعله في المرتبة الأولى وصاحب الشهرة الأكبر في عالم التوزيع في مصر، بل كان الركن الأساسي في هذا المجال. المزج بين الجرأة التي تحمل معها المغامرة والوعي كانا شعار المنتج الراحل حتى المشوار الأخير في تاريخه الفني، وفي حديث أخير جمعني والراحل حسن رمزي أكد أن مؤلف فيلم "الجزيرة2" محمد دياب لم يكن راغباً في تقديم هذا العمل، وأنه كان سبباً في اقناعه بالفكرة التي نجحت في حصد أعلى الإيرادات خلال الموسم السينمائي الأخير لعام 2014، ولعلها كانت المغامرة الأكبر أن يقبل على إنتاج جزء ثان من فيلم، وهي تجربة قد لا تحتمل النجاح المرجو منها في الأغلب لكونه استطاع أن يقدمها في توليفة كوميدية وحبكة درامية فاق نجاحها الجزء الأول. برحيل حسن رمزي، يفتقد الإنتاج السينمائي المصري رمزاً فنياً واعياً، قدم الكثير والكثير في السنوات الماضية، وكانت مغامراته وتجديده الدائم هي الحصان الرابح، وكانت أفلامه كانت دائماً الأعلى إيرادات، والأنجح في توفير وجمع أكثر من نجم في عمل واحد. لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :