لم ينل العظماء على مستوى العالم، منذ خلق الله الأرض ومن عليها، حظًا في الكتابة عن شخصهم، أكثر من سيدنا مُحمد عليه الصلاة والسلام، خير خلق الله أجمعين. فإذا كان الشرق محتفيًا به من خلال كتابه ومفكريه، فإن الغرب ومستشرقيه لهم الحظ أيضًا في الكتابة عن شخصية رسول الله محمد "صلى الله عليه وسلم"، ومن خلال هذا التقرير نسترجع بعض ما كتبه المفكرون في الشرق والغرب في عصرنا الحديث، عن خير خلق الله سيدنا "ُمُحمد"، عليه أفضل الصلاة والسلام. يعتبر كتاب "عبقرية محمد" أحد أهم الكتب التي قام بتأليفها الكاتب والمفكر عباس محمود العقاد، حيث يتحدث الكتاب عن عبقرية النبي محمد التي تتجلى في أفعاله، متصديًا في هذا الكتاب للدفاع عن النبي محمد والذود عن شريعته والرد على شائنيه. وأتى بالبرهان تلو البرهان للرد على اتهاماتهم للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم"، وقام بتحويل التهم ضده إلى مواقف عظيمة وعبقرية وفخار. أما توفيق الحكيم، فقد كان كتابه" مُحمد"، وهو عبارة عن مسرحية مكونة من المقدمة، التي تحتوي على ثمانية مناظر، وتتناول موضوع ولادة الرسول الكريم محمد إلى حين بعث الله له ونزول الوحي جبريل عليه، وبعد المقدمة تأتي الفصول الثلاثة، فالفصل الأول يتحدث عن مبعث الرسول الكريم وهجرته إلى المدينة، والفصل الثاني يتحدث عن الهجرة وما بعد غزوة الخندق إلى حين فتح مكة، والفصل الثالث يتحدث عن فتح مكة إلى حين وفاة الرسول الكريم. والمفكر مصطفى محمود في كتابه "مُحمد"، يقدم محاولة لفهم السيرة النبوية، وكان يقول: لن أحكى عن الخوارق التى ترويها السير عن حياة سيدنا "محمد" "صلى الله عليه وسلم"، فالإسلام لا يلجأ إلى الخوارق لإقناع الناس، ومحمد "صلى الله عليه وسلم"، كان يجيب كل من يسأله الإتيان بخوارق قائلا: إنما أنا منذر ولست بصانع معجزات. أما الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي فترك لنا كتابه "على هامش السيرة"، الذي قال في مقدمته: "هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أرد بها إلى العلم، ولم أقصد بها إلى التاريخ، وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قراءتي للسيرة، فأثبتها مسرعاً ثم لم أر بنشرها بأساً، ولعلي رأيت في نشرها شيئاً من الخير، وأحب أن يعلم الناس أيضاً أني وسعت على نفسي في القصص، ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأساً، إلا حين تتصل الأحاديث والأخبار بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، أو بنحو من أنحاء الدين، فإني لم أبح لنفسي في ذلك حرية ولا سعة، وإنما التزمت ما التزمه المتقدمون من أصحاب السيرة والحديث، ورجال الرواية، وعلماء الدين. ولن يتعب الذين يريدون أن يردوا في أصول هذا الكتاب القديم في جوهره وأصله، الجديد في صورته وشكله، إلى مصادره القديمة التي أخذ منها، فهذه المصادر قليلة جدًّا، لا تكاد تتجاوز سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري، وليس في هذا الكتاب فصل أو نبأ أو حديث إلا وهو يدور حول خبر من الأخبار ورد في كتاب من هذه الكتب". وكان للسيرة النبوية في حياة المفكر والأديب الدكتور محمد حسين هيكل نصيب مفروض عندما كتب "حياة مُحمد"، واستطاع أن يسرد السيرة النبوية على اعتبار أنها "حياة إنسانية بحتة بلغت أسمى ما يستطيع الإنسان أن يبلغ، وبلغت هذا السمو في نواحي الحياة جميعًا، واتصلت بحياة الكون كله من أوله إلى أبده". و"أعظمهم مُحمد"، كتاب آخر للمفكر الإسلامي الشيخ عائض القرني الذي يقول في مقدمة كتابه: "لا أستطيع أن ألزم الحياد في كتابتي عن أحبّ إنسان إلى قلبي، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنني لا أكتب عن زعيم سياسي قدم لشعبه أطروحته وعرض على أتباعه فكرته، ليقيم دولة في زاوية من زوايا الأرض، بل أكتب عن رسول رب العالمين، المبعوث رحمة للناس أجمعين". أما كتاب "هذا هو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم"، فقد أصدره المركز الألباني للفكر والحضارة، بدعم من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو، وبإحدى عشرة لغة أوروبية، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية والألبانية والبرتغالية..). ويتناول في أحد فصوله مقتطفات منتخبة بأقلام كبار المفكرين والأدباء الغربيين المنصفين عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، من أمثال المستشرق الفرنسي "إميل ديرمنغم"، والمستشرقة الإيطالية "لورا فيسي فاجلييري"، والقس "بوسوورت سميث"، والمفكر الألماني الشهير "يوهان غوته"، والإمبراطور "نابليون بونابارت"، و"مايكل هارت"، ورجل الدولة الأمير بيسمارك مؤسس ألمانيا، والمؤرخ الألماني إدوارد جيبون، والبروفيسور دانيال شميت، والأديب الفرنسي الشهير لامارتين، والأديب الروسي ليون تولستوي، وفيلسوف الثورة الفرنسية لافاييت، وهم الذين سنسرد أقوالهم فيما بعد. وفي عام 2011 تم إطلاق أكبر كتاب في العالم عن سيرة النبي محمد، ودخلت به دبي موسوعة "جينس" للأرقام القياسية العالمية، و يبلغ الكتاب 1500 كيلوجرام ويتكون من 420 صفحة وتتراوح أطواله بين 4 و5 أمتار، وطُبعت منه مليون نسخة بالحجم العادي، وبعدة لغات؛ منها طريقة برايل الخاصة بالمكفوفين، ويحكي الكتاب سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويُعرف بالجوانب المهمة في حياته بطريقة موضوعية، وينطلق الكتاب في رحلة عالمية، يطوف خلالها عديدًا من الدول العربية والإسلامية، ليستقر في نهاية المطاف ، في جامع الشيخ زايد في أبو ظبي. وهناك كتاب "سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم شمائله الحميدة، خصاله المجيدة" للإمام المفسّر الشيخ عبد الله سراج الدين، وفيه يقول: "وجوب الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، يتطلّب من العباد أن يعرفوا فضل هذا النبي الكريم ورِفعة مستواه على غيره. وما أسبغ الله تعالى عليه من الكمالات النفسية، وما أدّبه من الآداب الكريمة الرَّضِية، وما وهبه من الخُلُق العظيم، وذلك لينالوا مقام محبته الصادقة، لأنّ المعرفة سبب المحبّة. وقد جمع هذا الكتاب فصولًا موجزةً تعبِّر عن بعض الشمائل المحمدية، وتحكي بعض جوانب أخلاقه العليّة، وسيرته السَّنيّة، وإنّه ليتحتّم الأمر على كل عاقل مكلّف أن يتعرّف إلى أوصاف هذا الرسول العظيم، ليسير بنور سيرته، وليتأسى بكمال أخلاقه صلى الله عليه وسلم". لمزيد من التفاصيل إقرأ أيضًا :