كشفت مصادر قريبة من حزب النور السلفي في مصر، أن تنسيقًا سريًا يجري حاليًا بين الحزب وأحزاب أخرى مدنية وعلمانية استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة. وبحسب صحيفة "العرب اللندنية" قالت تقارير صحفية: إن التنسيق الحالي بين قوى أقصى اليمين والوسط واليسار في مصر يهدف بالأساس إلى إبقاء تنظيم الإخوان المسلمين خارج دائرة المنافسة الفعلية للاستحقاق الانتخابي، الذي سيشكل آخر مراحل خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو 2013. وجاء حزب الوفد، أقدم الأحزاب الليبرالية المصرية على الإطلاق، على رأس الكيانات السياسية التي دخلت في مفاوضات مباشرة مع حزب النور السلفي، فيما امتنع حزب المصريين الأحرار، الذي شارك رجل الأعمال نجيب ساويرس في تأسيسه، عن الدخول في أي تحالفات انتخابية، فضلا عن حزب التجمع اليساري الذي يرفض التحالف عادة مع قوى الإسلام السياسي بكل تشكيلاتها. ويقول مراقبون: إن ثمة براجماتية سياسية تتحكم في تحركات الأحزاب المدنية وحزب النور على حدّ السواء، إذ يخشى الطرفان تمكن الإخوان من الحصول على نسبة مقاعد كبيرة داخل البرلمان المقبل الذي سيمتلك، طبقا للدستور الجديد، سحب الثقة من الرئيس والحكومة ورفض جميع قراراتهما التي اتخذت منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي للمنصب في يونيو الماضي. كما تكمن الأهمية الاستثنائية للبرلمان المصري القادم في أن قواه الرئيسية ستسهم في تشكيل الحكومة، كما سيتولى أعضاؤه إعادة النظر في أغلب قوانين الاستثمار والممارسة السياسية والدينية، وهو ما ستتشكل على أساسه ملامح الجمهورية الجديدة. ويرغب حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية بالإسكندرية، في إقصاء الإخوان أيضا. وقال محللون: إن الحزب يضفي أهمية كبرى على خططه لوراثة التنظيم، وتقديم نفسه أمام القاعدة الجماهيرية المؤيدة للإسلام السياسي سواء في مرحلة الاقتراع أو بعدها ككيان بديل للإخوان المسلمين. وأضافوا أن أكبر الأحزاب السلفية يسعى أيضا إلى المشاركة في الحكومة المقبلة، وهي خطوة يرى فيها بداية لتطبيق نظرة قياداته المتشددة لتفسير الشريعة الإسلامية، ويرتكز في ذلك على الموقف الذي اتخذه إبان ثورة الثلاثين من يونيو عندما قرر التخلي عن الإخوان ومساندة السلطة الجديدة. وينسحب نفس الطموح أيضا على أغلب الأحزاب المدنية في مصر، والتي لا تتمتع في الأساس بشعبية واسعة بين الطبقات المتوسطة والفقيرة في المجتمع. وتشارك تلك الأحزاب السياسية السلفيين مخاوفهم من تسرب جماعة الإخوان المسلمين إلى البرلمان أيضا، لكنها تطمح في ذات الوقت إلى استغلال العدد الكبير من المؤيدين السلفيين لحزب النور، الذين ساهموا في فرضه كقوة ثانية في البرلمان الماضي قبل حله، لصالحها.