لا يزال رئيس زيمبابوي روبرت موجابي 90 عاما، يرفض تسمية خليفته، الأمر الذي يثير تكهنات بشأن الشخص الذي يفكر فيه موجابي لخلافته. وأثار قرار موجابي الذي اتخذه يوم الثلاثاء الماضى بإقالة نائبته جويس موجورو - أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس - شكوكا بأن موجابي يستعد لترك الرئاسة لزوجته جريس التي تصغره بأربعة عقود. واتهم موجابي الذي يحكم البلاد الواقعة فى الجنوب الأفريقي منذ الاستقلالها عن بريطانيا في عام 1980 موجورو بالتآمر لقتله، وهو الأمر الذي وصفته موجورو بأنه حملة تشويه. ويعاني الحزب الحاكم وهو الاتحاد الوطنى الأفريقي لزيمبابوى - الجبهة الوطنية "زانو-بي إف" من شدة التنافس على خلافة موجابي منذ سنوات، بينما يستغل الرئيس الانقسامات للقضاء على المرشحين المحتملين لخلافته. وقال جورج ماكوني من مركز التنمية المجتمعية وهي منظمة غير ربحية إن "موجابي يريد أن يموت في منصبه، وانه استخدم قضية الاغتيال هذه للتخلص من موجورو التي تحظي بدعم هياكل الحزب. ويزعم موجابي أنه يصلح للحكم، لكن رحلاته المتكررة لتلقي العلاج الطبي في الخارج أثارت تكهنات بأنه قد لا يكون قادرًا على الاستمرار في منصبه حتى نهاية فترة ولايته في عام 2018. وتتراكم الضغوط على الرئيس لحل مسألة خلافته، حيث يتردد أن الصين - شريك أجنبي رئيسي لزيمبابوي - قالت له إنها لا ترغب في الاستمرار في تطوير التعاون الاقتصادي مع حليف يحتمل أن يكون غير مستقر. وقال مصدر دبلوماسي صيني في هراري لوكالة الأنباء الألمانية شريطة عدم ذكر اسمه "الصينيون يرغبون في الاستثمار ... في زيمبابوي، لكنهم طلبوا من الرئيس موجابي الكشف عن خليفة عندما زار الصين خلال هذا العام، وذلك لأن بكين تريد التعامل مع شخص ليس طاعنا في السن ". وفي غضون ذلك، تمت ترقية الزوجة الثانية لموجابي جريس لتصبح شخصية بارزة في حزب "زانو-بي إف" حيث أصبحت زعيمة جديدة لرابطة المرأة القوية. بينما يقول محللون إن الأمر الذى يبدو أكثر ترجيحا هو أن الرئيس يريد إبقاء السلطة داخل الأسرة. وقد حصلت السيدة الأولى على مساحات شاسعة من الأراضي في إطار برنامج الإصلاح الزراعي الذي أصدره موجابي ويقضي بمصادرة أراضي المزارعين البيض، لكنها لم تكن نشطة في مجال السياسة. وتواجه فكرة ترشيح جريس موجابي للرئاسة في نهاية المطاف معارضة من قدامى المحاربين - الذين شاركوا في نضال تحرر زيمبابوي في سبعينيات القرن الماضي ضد نظام الأقلية البيضاء - الذين يعتبرون انها تفتقر الى الثقل السياسي وأوراق الاعتماد كزعيمة سياسية. وتعرضت زوجة موجابي لانتقادات لاذعة لحصولها على شهادة الدكتوراه من جامعة زيمبابوي في سبتمبر بعد عدة أشهر فقط من التحاقها بالجامعة، حسبما تردد.