قال الأمين العام للجامعة العربية إن الجامعة تشعر بأسى وحزن لاستمرار سياسة الكيل بمكيالين وازدواج المعايير في تطبيق مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ونوه في بيان صدر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان باستمرار احتلال إسرائيل للأراضي العربية وحرمان الشعب الفلسطيني من حرياته وحقوقه الأساسية وقتل وتهجير وتشريد أبنائه والبطش بهم على مسمع ومرأى من العالم دون أدنى مساءلة أو عقاب من كون هذا الاحتلال العنصري البغيض هو آخر معاقل العنصرية والاستعمار في العالم، ودون اكتراث الاحتلال الإسرائيلي بالقانون الدولي ومواثيقه المختلفة وفي المقدمة منها الإعلان العالمي الذي أكدت مادته الأولى على أن "جميع الناس يولدون أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميرًا وعليهم أن يعامل بعضهم بعضًا بروح الإخاء". وتابع: أن "كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعًا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا". وحتى في هذا اليوم يتوالى سقوط الشهداء الفلسطينيين في سبيل حريتهم وحقوقهم المهدرة وآخرهم وزير شئون الجدار الفلسطيني الذي سقط شهيدًا اليوم بعد تعرضه للضرب والاعتداء من جنود الاحتلال الإسرائيلي. وشدد على أن جامعة الدول العربية ستظل مؤمنة أن من واجبها تجاه شعوب الدول العربية، بل تجاه شعوب دول العالم المساهمة مع الأممالمتحدة ودول العالم في ضمان تمتع جميع شعوب العالم بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمدنية، وأن يعيشوا حياة كريمة خالية من العوز والخوف، يتمكنوا من خلالها من الحصول على العدالة، والحماية الوطنية والدولية من خلال بنية قوية للنظام القانوني الدولي لحقوق الإنسان. فحقوق الإنسان ليست خاصة ببلد ما. ولا تخصّ زمنًا معين أو فئة اجتماعية معيّنة، بل هي استحقاقات عالمية لجميع الناس، دون تمييز، غير قابلة للتصرف، وغير قابلة للتجزئة، وعلى مدار "365 يومًا في السنة" حسب شعار حقوق الإنسان لهذا العام. وكانت جامعة الدول العربية قد احتفلت مع جميع الدول والمنظمات الدولية بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العاشر من ديسمبر 1948، والذي أرسى قيمًا حقوقية راسخة وأساسية إلى يومنا هذا، وصار بحق القاعدة المعيارية للنظام الدولي لحقوق الإنسان الذي يشمل مواثيق الأممالمتحدة المتعددة الخاصة بحقوق الإنسان والمعاهدات المختلفة المتعددة بين الدول في هذا الصدد. ويعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان جزءًا أساسيًا من قناعة جامعة الدول العربية حيث تشكل مواده أساسًا صلبًا من أسس تعاملاتها الدولية مع غيرها من الدول والمنظمات. ومع الأسف الشديد مازالت الشعوب العربية تحتفل بهذا اليوم.