قال سامح شكري وزير الخارجية: إن الوضع فى ليبيا يشهد بلا شك تطورات تُثير قلق الجميع، وتتطلب تعاملاً جاداً من قبل دول جوار ليبيا وتضافراً في الجهود لتقديم العون للإخوة فى ليبيا لكي يتمكنوا من بناء مؤسسات دولتهم، واستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعاتهم المشروعة فى التقدم والرفاهية واللحاق بركب الحداثة. جاء ذلك في كلمة وزير لخارجية أمام اجتماع دول الجوار الليبي المنعقد اليوم الأربعاء في الخرطوم، بحسب وزارة الخارجية وأضاف شكري أن ما يبعث على قدر من التفاؤل والإقدام، هو نجاحنا منذ أن أطلقنا محفل دول الجوار الليبى فى طرح الإطار السياسى لتسوية الأزمة الليبية، والذى قمنا بصياغته سوياً فى أغسطس الماضى فى القاهرة، إلى أن اعتمدنا مبادرة جماعية تُعيد الاعتبار لمفهوم ومنطق الدولة والقانون، وتحيد منطق الميليشيا وممارساتها التى تتنافى كلياً مع متطلبات الحياة العصرية. وأوضح أن هدف المبادرتنا من البداية كان زرع الأسس ووضع المعايير اللازمة للجهد الإقليمى والدولى الهادف إلى إنهاء الصراع الليبى عبر حوار يجمع كافة الليبيين على كلمة سواء تحجُب التطرف والإرهاب وتفتح الأفق واسعاً للمواطن الليبى كى يبحث عن مستقبله ويعبر عن خياراته السياسية عبر العملية السياسية والديمقراطية مُمتنعاً باستخدام العنف وإشهار السلاح تجاهه وأكد شكري لدول الجوار الليبي أن مكمن قوتنا هو وحدتنا التى تجلت بمبادرتنا وطرحنا المشترك يوم 25 أغسطس الماضى لإخراج ليبيا من محنتها، وهو أيضاً مشروعية اهتمامنا بدولة جارة تتأثر بنا ونتأثر بها أكثر من غيرنا وهو الاهتمام الذى نستند فيه إلى رغبات وتطلعات الأشقاء الليبيين والممثلين اليوم بشخص الوزير محمد الدايرى وزير خارجية ليبيا الشقيقة. وقال شكري: إنه يعول كثيراً على أن يوجه اجتماع دول جوار ليبيا رسالة واضحة لتأكيد وحدة موقفنا وراء كل المبادئ التى تضمنتها مبادرتنا لاسيما منها ما يتعلق ببناء دولة قوية وبمكافحة الإرهاب والتطرف، ولا شك لدينا من جانب آخر أن الحوار بين الليبيين هو السبيل الأفضل لترجمة تلك المبادئ واقعاً، وهو ما دعانا إلى إيلاء مكانة واضحة للحوار فى مبادرتنا، على أن يتم بين قوى تعتمد السياسة وسيلة لتحقيق أهدافها وتتخلى عن الخيار العسكرى والعنف أسلوباً لبلوغ الغايات. وقال شكري: ولما كان موقفنا الجماعى منطقياً ومنطلقاً من أرضية أخلاقية وسياسية لا غبار عليها، فقد صدر قرار مجلس الأمن 2174 الصادر بعد يومين من اجتماعنا فى أغسطس الماضى معتمداً كافة المبادئ التى ارتضيناها، وقد تمكنا كدول جوار من أن ندفع المبعوث الدولى للأزمة الليبية برناردينو ليون نحو الاقتراب من منهجنا، وها هو قد أعلن عن جولة حوار بين أطراف الصراع فى ليبيا بعد تفاهم مع مختلف القوى الليبية على قواعد وأهداف العملية السياسية. وعبر شكري عن أمله أن تُفضى تلك الخطوة إلى تشكيل حكومة بتوافق تلك القوى تنهى الانقسام فى ليبيا وتعيد للبلاد وحدتها تحت مظلة الشرعية، مؤكدا أن علينا الاستمرار فى تقديم النصح للمبعوث الدولى كى يهتدى بشكل دائم إلى الخيارات الرصينة، وأن نقدم له كل الدعم المُمكن طالما التزم بمحددات رؤيتنا لمستقبل ليبيا دولة وطنية، موحدة، مستقرة، وذات سيادة. وفي نهاية كلمته سلم شكري نظيره السوداني على كرتى رئاسة مجموعة دول الجوار الليبى للفترة المقبلة.