قال سمير جعجع أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية إن الانتخابات لشغل مقعد الرئاسة الشاغر منذ مايو الماضي لن تجرى قريبا واستبعد نشوب حرب أهلية جديدة رغم الصراعات السياسية. على مدى أكثر من ستة أشهر فشل البرلمان اللبناني في انتخاب الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط في واحدة من تداعيات الحرب في سوريا التي شلت الكثير من مؤسسات الدولة وأثارت موجات من أعمال العنف. وقال جعجع في مقابلة مع رويترز ببيته في بلدة معراب الواقعة بين الجبال المطلة على بلدة جونية المسيحية "أبعد بكثير من لبنان. يمكن.. يمكن موضوع الرئاسة البنانية موضوع على طاولة البحث وفيه مقايضات ومساومات على مستوى الشرق الأوسط ككل. لذلك للأسف ما أني شايف انتخابات رئاسية على المدى المنظور ونحن في حالة انتظار". ويغيب أغلب النواب عن جلسات انتخاب الرئيس ليستمر الفراغ الرئاسي دون التوصل إلى اتفاق بين فريقين لبنانيين رئيسيين ودول إقليمية تتنافس على دور مؤثر في لبنان خصوصا إيران والسعودية. ويواجه النظام الطائفي في لبنان واحدا من أكبر الاختبارات منذ الحرب الأهلية حيث أرجئت الانتخابات البرلمانية والرئاسية بينما يكافح مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات حيوية. وفي غياب اتفاق سياسي يسمح بإجراء إنتخابات برلمانية يتوقع أن يصوت أعضاء البرلمان المستمر منذ ما يزيد على خمس سنوات على تمديد ولايتهم حتى عام 2017. وقوضت الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات استقرار لبنان. لكن جعجع السياسي المسيحي وقائد ميليشيا القوات اللبنانية القوية إبان الحرب الأهلية استبعد سقوط لبنان في هاوية حرب أهلية أخرى بسبب الصراعات التي تغذيها الطائفية. وقال لرويترز "هناك قرار سياسي عند كل الفرقاء اللبنانيين.. أنه هذا ما ألمسه.. قرار سياسي عندهم بعدم اللعب بالسلم الأهلي في لبنان. وعدم اللعب بوجود لبنان كوطن. ولكن للأسف لا يقولون بهذا القرار إلى حد قيام دولة فعلية في لبنان. فيبقى لبنان كوطن موجود والسلم الأهلي موجود لكن مع اختراقات الحالية التي تراها. أنا لست خائفاً أبعد من ذلك". وربما يحتاج إنهاء الأزمة تدخل دول إقليمية بالوساطة لإبرام اتفاق مماثل لاتفاق الدوحة عام 2008 الذي أدى إلى انتخابات الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان. وفشل لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية 15 مرة منذ أبريل نيسان لعجز الساسة عن الاتفاق على مرشح يحظى بقبول الكتلتين السياسيتين الرئيسيتين وهما قوى 14 آذار بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وتحالف 8 آذار الذي يقوده حزب الله. وجعجع هو مرشح قوى 14 آذار بقيادة الزعيم السني المدعوم من السعودية سعد الحريري ومنافسه الرئيسي هو الزعيم المسيحي ميشال عون المتحالف مع حزب الله المدعوم من إيران. وقال جعجع في المقابلة "أدعو العماد عون من جديد إلى التفاهم نحن واياه على مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية لأنه صراحة لا هو مقتنع في ولا أنا مقتنع فيه. هيدي بكل صراحة. للبحث عن مرشح ثالث لانتخابات رئاسة الجمهورية بالتفاهم مع حلفائنا.. بالتفاهم هو مع حلفائه. ومن هون منروح بصير عندنا رئيس جمهورية.. أنا برأيي ما راح تكون مشكلة الأسماء إذا صار فيه قرار من قبل العماد عون بالدخول في هذه العملية. بس لهلأ بعد ما عنده قرار بالدخول في هذه العملية. عنده قرار واحد وحيد باستمرار مرشح حصري". وجعجع من أشد المنتقدين لدور حزب الله في الأزمة السورية حيث يشارك مقاتلون من الحزب في قتال مسلحين سنة يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وكرر جعجع دعوته لحزب الله للانسحاب من سوريا قائلا إن وجوده هناك يغذى حالة عدم الاستقرار في لبنان. ويقول حزب الله إنه يقاتل في سوريا لمنع الاسلاميين المتشددين من التوسع نحو لبنان.