ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم السبت أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ينتهج إستراتيجة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استغلال النزاعات في موطنه ومع الولاياتالمتحدة في تعزيز سلطته. وأوضحت الصحيفة- في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني- أن أردوغان تولى زمام السلطة لأكثر من عقد من الزمن، وهو سياسي إسلامي ورئيس وزراء كان كثيرًا ما يوصف بأنه نموذج يحتذى به في العالم الإسلامي لإيمانه بالديمقراطية، لكن في هذه الأيام، انتهج أردوغان موقفًا مختلفًا تمامًا يشابه بوتين الذي لا يعير اهتمامًا بأي منصب يتولاه لأنه ينظر إلى نفسه بأنه الزعيم الأسمى لبلاده. وتابعت الصحيفة أن الرئيس في تركيا، يأتي في المركز الثاني عقب رئيس الوزراء، لكن عندما تم انتخاب أردوغان رئيسًا في أغسطس الماضي، فإنه جمع من الناحية العملية قوة وامتيازات منصب رئيس الوزراء في منصبه الجديد مثل بوتين، الذي ينتقل أيضًا بين الرئاسة ومكتب رئيس الوزراء، لكن أردوغان ظهر بشكل أقوى، ونقلت الصحيفة عن ستيفن كوك وهو خبير تركي وزميل في مجلس العلاقات الخارجية قوله إن الرئيس أردوغان يتولي مهام المنصبين في الكثير من النواحي. وأشارت إلى أن تركيا لا تزال تعاني من مظاهرات واسعة النطاق مناهضة للحكومة منذ صيف العام الماضي، كما تعرض أردوغان لفضيحة فساد استهدفته والمقربين منه، ما دفع العديد من المحللين إلى توقع زوال حكومته. وأضافت الصحيفة أنه بدلاً من ذلك، استخدم أردوغان صراعه مع واشنطن وخصومه السياسيين كقوة للمساعدة في توطيد سلطته، بينما يواصل تنفيذ مهامه المرتبطة بمنصب رئيس الوزراء، كما حشد قاعدته المحافظة وراء أجندته الدينية واشتبك مع سياسة الولاياتالمتحدة بشأن مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، في حين يلوم أيضًا التدخل الأجنبي في التسويق المتزايد للأزمات التي يواجهها. واختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: إنه على الرغم من أن التحديات التركية تشعبت بين القتال على حدودها مع سوريا والعلاقات المتوترة مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي، والضغط على الاقتصاد، فإن سلطة السيد أردوغان تتنامي فقط للأقوى.