قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية اليوم، إن جميع طبقات المجتمع التركي تشعر بصدى قضية الفساد المتورطة فيها حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، حيث أكد أحد التجار الأتراك أن انخفاض سعر الليرة مقابل الدولار الأمريكي كشف عن مشاهد فوضوية خلال الأسبوع الماضي. وأضافت الصحيفة أن الكثيرين في تركيا يشعرون بالفوضى التي خلفتها قضية الفساد الكبرى في التاريخ الحديث، فقد كان ينظر للاقتصاد التركي على أنه قوي ومزدهر في ظل حكومة "أردوغان" التي تسيطر على الدولة لأكثر من عقد من الزمان. وأشارت إلى أن الفضيحة قامت بتغذية الانقسامات داخل الأحزاب ذات الميول الإسلامية، كما يقول المحللون إن الأزمة الراهنة أضعفت من سلطة وصورة رئيس الوزراء التركي، وكذلك دمرت صورة الديمقراطية في تركيا. وأوضحت الصحيفة أن فضيحة الفساد أثارت قلق واشنطن، بعد محاولة "أردوغان" توجيه الاتهامات غير المباشرة للسفير الأمريكي في أنقرة، محذرا من المؤامرة والتدخل الخارجي في بلاده، رغم أن تركيا الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ولكن رئيس الوزراء التركي حاول زعزعة العلاقات بين البلدين، وربما كان السبب الرئيسي لسياسة إدارة "أوباما" تجاه الأزمة السورية. ومن جانبه، يقول "ستيفن كوك" زميل بارز لدراسات الشرق الأوسط في مجلس الولاياتالمتحدة للعلاقات الخارجية:" هذه أكبر أزمة في عهد أردوغان، دون أي شك"، مضيفا:" تداعيات تلك الأزمة ستسغرق وقتا طويلا لنسيانها، وسنرى ذلك في الانتخابات المحلية المقبلة". وذكرت الصحيفة أن التحقيق في قضايا الفساد أصبح علنيا منذ نحو شهر، بعد أن داهمت الشرطة منزل المدير العام لبنك "خلق" ووجدت نحو 4.5 مليون دولار في صناديق الأحذية. كان "أردوغان" رمزا للرجل الديمقراطي المسلم لدى العالم الغربي، ولكن بعد هجومه المتزايد على "فتح الله جولن" والذي يعيش في منفى اختياري في الولاياتالمتحدة، وأنباء التحقيق مع نجله "بلال"، تغيرت تلك الصورة بشكل كبير، بالإضافة إلى حركة التنقلات في الشرطة، بعد فضيحة الفساد. وذكرت أن التحقيقات تتمشى بشكل دراماتيكي مع التحول الكبير في المشهد الاقتصادي والاجتماعي في تركيا على مدى العقد الماضي، حيث صعود رجال الأعمال والطبقة الثرية بشكل لافت، لا سيما في قطاع البناء والعقارات. ورأت الصحيفة أن الرشاوي جعلت الحكومة تغض الطرف عن قواعد تقسيم المناطق، وحفزت النكسة وخيبة الأمل لدى قطاع عريض من الأتراك، فقد تم التخطيط لهدم حديقة "جيزي بارك" الواحدة من آخر المساحات الخضراء في اسطنبول، وكانت شرارة المظاهرات الكبرى المناهضة للحكومة التي اندلعت في يونيو الماضي. واختتمت الصحيفة بقولها: الصورة النظيفة لحزب العدالة والتنمية عندما أتى "أردوغان" في ولايته الأولى تلاشت بسبب فضيحة الفساد الحالية، والمجتمع التركي بكافة أطيافه يعيش تلك الأزمة التي تهدد الأمة التركية.