احتشد عدد كبير من المتظاهرين التركيين بمتنزه "جوفان بارك" في قلب العاصمة التركية أنقرة، وذلك للمطالبة برحيل رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، وذلك على خلفية الكشف عن فضيحة فساد ورشاوى كبيرة تورط فيها وزراء ومسئولون ورجال أعمال بالبلاد. وذكر شاب يدعي "تشاداش" في الثالثة والعشرين من عمره لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذه التجمعات ستستمر في الحشد يوما بعد الآخر حتى استقالة الحكومة بعد فضيحة الفساد هذه، واصفا ما حدث بالصراع بين دوائر السلطة والنفوذ داخل الحكومة أي بين الداعية الإسلامي، فتح الله جولن، وحكومة العدالة والتنمية بزعامة أردوغان وأن الشعب يقع في المنتصف بين ما وصفه "تطاحن أفيال السلطة". وأضاف أن عددا كبيرا من الأحزاب الاشتراكية والحركات اليسارية والاتحادات الطلابية تشارك في هذه الاحتجاجات التي ستستمر في الاحتشاد كل يوم ولن تقبل إلا برحيل هذه الحكومة الفاسدة، مؤكدا أن هذه التظاهرات تعتبر امتدادا لاحتجاجات متنزه جيزي بارك التي اشتعلت في اسطنبول وامتدت لمدن أخرى بتركيا في شهر يونيو الماضي. وأشار إلى أن نجل رئيس الوزراء أردوغان، بلال أردوغان، متورط هو الآخر في جريمة الفساد والرشاوي وأن اسمه كان موجودا على قائمة الاستدعاء للتحقيقات. يذكر أن صحيفة "راديكال" قد ذكرت في وقت سابق من اليوم، الجمعة، أن النيابة العامة باسطنبول استدعت نجل أردوغان للحضور والإدلاء بأقواله، مضيفة أن النائب العام معمر آكاش الذي يدير الحملة الثانية المتعلقة بقضية فساد مالي بحجم 100 مليار دولار قد طلب من مديرية الأمن استدعاء بلال أردوغان. وأوضح تشاداش، وهو أحد القيادات الشبابية المنظمة لتظاهرات اليوم بأنقرة، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية متورطة في هذا الأمر بفضل فتح الله جولن الذي يمثل ذراعا لها في تركيا، ويبدو أن الولاياتالمتحدة تحاول إعادة تنظيم تركيا على هواها، مضيفا أن كشف جرائم الفساد تلك كان بفضل الشيخ جولن لكنه فعل ذلك في إطار الصراع بينه وبين حكومة أردوغان وليس من أجل الشعب التركي والدليل على ذلك أن جولن كان يعلم بهذه الجرائم منذ فترة لكنه لم يكشف عنها في حينها.