أعلن رئيس الحكومة الليبية، التي يعترف بها المجتمع الدولي، عبد الله الثني، اليوم الأربعاء، في الخرطوم، أنه على استعداد للتفاوض مع عمر الحاسي رئيس الوزراء غير المعترف به دوليا، والمدعوم من الإسلاميين، "شريطة تنازلات من كل الاطراف". وقال الثني، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس السوداني عمر البشير، بمطار الخرطوم، في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام: "نفتح باب الحوار مع اخوتنا، شريطة أن تكون هناك تنازلات من كل الأطراف"، ولكنه لم يقدم تفسيرا للتنازلات التي يعنيها لبدء التفاوض. وكان رئيس الحكومة المدعومة من الاسلاميين، غير المعترف بها دوليا، كلف برئاسة حكومة موازية، بدفع من ميليشيات "فجر ليبيا"، التي سيطرت في نهاية أغسطس على العاصمة، بعد أسابيع من المعارك مع القوات الحكومية. ومنذ ذلك الحين، أضطرت حكومة الثني إلى اللجوء إلى شرق البلاد، شأنها شأن البرلمان المنبثق عن انتخابات 25 يونيو، فانتقلت إلى مدينة طبرق، في أغسطس الماضي، لأسباب أمنية، بعد أن سيطرت مجموعات إسلامية مناوئة، على طرابلس العاصمة. وقد أجرى الثني في الخرطوم محادثات مع الرئيس السوداني ومسئولين كبار. وقد اتهمت حكومة الثني الخرطوم بدعم مجموعات "إرهابية"، إثر هبوط طائرة سودانية محملة بالأسلحة والذخائر في مطار مدينة الكفرة، جنوب ليبيا، كانت في طريقها لمطار معتيقه في طرابلس، الخاضعة لسيطرة الاسلاميين. ونفت الخرطوم تلك الاتهامات. وقد أبلغ الثني الصحفيين، اليوم الاربعاء، كذلك: "أن الخرطوم ستستضيف اجتماع دول جوار ليبيا، الشهر المقبل، والذي سيكون حجر أساس لخطة الحوار". وكان وزير خارجية السودان علي كرتي، قد أعلن، أمس الثلاثاء، ان الثني قبل خطة السودان لجمع الفرقاء الليبيين، لإجراء محادثات تهدف لإنهاء النزاع. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، لم تتمكن السلطات الانتقالية الليبية من تشكيل جيش، وفرض سلطتها على عدد من الميليشيات، خصوصا الاسلامية، التي تفرض قانونها الخاص في البلاد، التى تسودها الفوضى.