رصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية تصويت البرلمان البريطاني لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن تلك الخطوة تزيد من الضغوط الدولية التي تواجهها إسرائيل. وذكرت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن تصويت البرلمان البريطاني لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، رغم اعتباره خطوة رمزية، إلا أنها ستثير قلق إسرائيل على أساس أنها تخسر معركة واسعة للرأي العام في بريطانيا. وسلطت الضوء على تصريحات لشخصيات بريطانية بارزة إزاء هذا الشأن، حيث أعرب ريتشارد أوتاواي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية والنائب عن حزب المحافظين في بريطانيا، عن غضبه الشديد إزاء ضم الحكومة الإسرائيلية مؤخرا لأراضي من الضفة الغربية، مؤكدا أن تلك الخطوة قد أغضبته كما لم يغضبه شيء في الحياة السياسية من قبل. وقال أوتاواي لنواب البرلمان البريطاني "إذا نظرنا إلى الوراء على مدى ال 20 عاما الماضية, أدرك الآن أن إسرائيل تنجرف ببطء بعيدا عن الرأي العام العالمي، حيث ضمت 950 فدانا من الضفة الغربية قبل بضعة أشهر وهو ما أثار غضبي أكثر من أي شيء آخر في حياتي السياسية". وأوضح أنه كان غير مقتنع بأن فلسطين تصلح لأن تكون دولة, نظرا لرفضها الاعتراف بإسرائيل، مضيفا بقوله "في الظروف الطبيعية" كنت سأعارض اقتراح الاعتراف بها، ولكن غضبي من تصرفات إسرائيل في الشهور الأخيرة جعلتني لا أعارض الفكرة، وأقول للحكومة الإسرائيلية إذا خسرتم شخصا مثلي فأنتم على وشك خسارة الكثيرين". ورصدت "الجارديان" قول جاك سترو وزير الخارجية البريطانى السابق، حيث قال: إن "الانتخابات ليست مجرد لفتة، لأنه إذا جاز التعبير, فإن الحكومة الإسرائيلية لن تكون قلقة بمجرد إجراء التصويت". وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية فقط عقب التوصل إلى نهاية ناجحة لأية مفاوضات..لافتا بقوله "إن هذا النهج يعطي الإسرائيليين حق النقض بشأن ما إذا كان ينبغي وجود دولة فلسطينية".. مضيفا أن التصويت لصالح الاعتراف بفلسطين يمثل مزيدا من الضغط على الحكومة الإسرائيلية. وانتقل سترو ليقترح إجراء تعديل على الاقتراح من شأنه أن يوجب على الحكومة البريطانية الاعتراف بدولة فلسطين "كمساهمة منها في تأمين التفاوض على أساس حل الدولتين". وقال زير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط, توبياس إلوود، إن "الحكومة البريطانية كانت "مؤيدا قويا" لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن قيامها ببناء المستوطنات جعل من الصعب على أصدقاء إسرائيل أن يصوروا القضية على أن إسرائيل ملتزمة بالسلام".. مؤكدا أن إقامة دولة فلسطينية لن يكون واقعا إلا حينما ينتهي الاحتلال.. مشددا على أن بلاده ترى أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال المفاوضات.