قال الدكتور فكري السعيد، نائب رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، إن الاتحاد رصد بعين من القلق تزاحم المصريين وإقبالهم علي السفر إلى ليبيا رغم المخاطر الأمنية هناك. وطالب نائب رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، الحكومة المصرية بحصر شامل للمصريين العائدين من ليبيا، يتضمن أعمارهم السنية ومهنهم، كبداية لتوفير فرص عمل ملائمة، لاسيما وأن معظمهم يعمل في مجال المعمار والحرف اليدوية، التي يحتاجها الاقتصاد المصري في المرحلة الراهن، والمضي قدمًا فى إنشاء المشروعات القومية التى تستوعب العمالة المصرية التى تتطلع إلى السفر للخارج لتحسين أوضاعها المعيشية. لافتا إلي توتر العلاقات المصرية الليبية، والتي بدأت عندما رحلت السلطات الليبية مئات المصريين، بعد تعذيب وإهانة لعدد منهم على يد مسلحين وعصابات ليبية، ولم تبد السلطات الليبية وقتها أسباب ترحيلها المواطنين المصريين، ليزيد الأمور تعقيدًا. وتأتي حادثة اختطاف عشرات العمال المصريين على يد جماعات مسلحة واحتجازهم في الصحراء، مقابل الإفراج عن تجار مخدرات قبض عليهم على الحدود المصرية، أعقب ذلك واقعة مقتل 7 مصريين مسيحيين من عائلة واحدة أدى إلى استياء كل المصريين. وأرجع السعيد، في بيان صحفي أصدره الاتحاد اليوم، أسباب تزاحم المصريون علي السفر إلي ليبيا بسبب تراجع فرص العمل، وارتفاع تكاليف العيش وضغوط الحياة اليومية، كما أن هناك متعلقات لبعض المصريين ما زالت هناك. وأوضح أن الأسباب السابقة، دفعت آلاف المصريين لخوض مغامرة السفر إلى ليبيا، ضاربين عرض الحائط بتحذيرات السلطات، بل لجأ بعضهم مؤخرًا للتسلل عبر وسطاء وسماسرة الجانبين، غير مبالين بمخاطر دخول ليبيا، ومنهم مهددون بين القتل والتشريد والخطف أو التجنيد لحساب مليشيات مسلحة فى حرب مصيرها مجهول. فأغلب المصريين في ليبيا إما مفقودًا أو مشروع رهينة أو محتجزًا على أيدي الكتائب المسلحة التي تحكم قبضتها على ربوع ليبيا. وقال الاستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الوضع الأمني فى ليبيا مازال يشهد تدهورًا على خلفية اشتباكات دائمة بين ميليشيات وقوات نظامية وميليشيات بين بعضها البعض وعناصر مسلحة أخرى للسيطرة على الوضع، وتسفر هذه الاشتباكات عن قتلى وجرحى يوميًّا من المدنيين والعسكريين. كما طالب السلطات المصرية ببذل المزيد لحماية المصريين وإعادة العالقين، و أن تتخذ الخطوات الكافية بالتنسيق مع الحكومة الليبية للحفاظ على حقوق العاملين الذين يضطرون إلى العودة لحماية حقوقهم، بالإضافة إلى مساعدة الحكومة الليبية والجيش الليبى لإعادة السيطرة على مفاصل الدولة. وشدد الاستاذ بأكاديمية ناصر العسكرية على ضرورة انصياع العمالة المصرية إلى قرارات الحكومة من حيث عدم السفر، والتى بالطبع تصب فى مصلحة المصريين وحمايتهم، والقبول بأعمال ربما كنا نرفضها فى حالة الرخاء، المهم أنك تعمل عملًا شريفًا، مع تطوير الذات وإعادة تأهيلها لتوسيع دائرة الاختيار للأعمال. كما أكد نائب رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، أنه علي الحكومة الليبية أن تسرع الخطى فى لم الشمل وتضميد الجراح وإنقاذ ما تبقى من البنية التحتية. وأن يكون لشيوخ القبائل دور رئيسى فى مساندة الحكومة لنبذ الفرقة بين الأطراف المتناحرة. مع التشديد علي ضرورة بناء حكومة مركزية قوية تنشر سيطرتها على ربوع البلاد وتحمى الحدود والحفاظ على الثروات الليبية التى يسيل لها لعاب الغرب، والتى هى هبة الله للمواطن العربى الليبى.