قالت صحيفة الرأى الكويتية في عددها الصادر صباح الأحد، إن هناك حالة من الاستياء الشديد، ظهرت خلال الفترة الأخيرة ضد برامج "التوك شو" على الفضائيات المصرية، بعدما أصبحت تتسم ب"الخروج عن النص"، وأصبح هذا الشكل هو السائد في غالبية البرامج الحوارية، سواء من المذيع أو الضيف من دون مراعاة آداب المهنة وميثاق الشرف الإعلامي واحترام المشاهد. ومن بين نماذج ضيوف "التوك شو" المثيرة للجدل، رئيس نادي الزمالك والبرلماني السابق المستشار مرتضى منصور، إذ يتجاوز مع البعض - من دون أية حسابات - لأخلاقيات المهنة، فقد هاجم مذيع قناة cbc إبراهيم فايق أثناء مداخلة هاتفية.. فحين سئل عن حقيقة الإشارة التي قام بها لاعب نادي الزمالك حازم إمام بعد إحرازه هدف الفوز بالكأس، وأن البعض تحدث عن أنها إشارة سكوت لمنصور، رد الأخير منفعلاً: "لا يجرؤ حازم أو غيره على فعل ذلك، (أنا كنت أعلقه) من رجله على باب النادي"، مستكملا حديثه: "انت بتهرّج، إنت فاكرني ممدوح عباس، انت باين عليك عبيط يالا... مع السلامة". وهناك تجاوزات أدت إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين مصر والمغرب، وجاءت إثر إثارة الإعلامية أماني الخياط حالة من الغضب بين المغربيين عبر فضائية "أون تي في"، بعدما انتقدت دور المغرب في القضية الفلسطينية، وقالت، إن أهم دعائم اقتصاد المملكة من الدعارة وإن البلاد لديها ترتيب متقدم بين الدول المصابة بمرض الإيدز، وتهكمت بأن ذلك يتم تحت حكم الإسلاميين. أما مذيعة التلفزيون المصري حكمت عبدالحميد، وفي خلال مناقشة الأخبار ببرنامج "صباح الخير يا مصر"، هاجمت فصائل المقاومة والفلسطينيين في غزة قائلة: "يطالبون بفتح معبر رفح بصفة دائمة ووضعه تحت رقابة دولية، ويا كده يا إما تموتوا.. طيب وإحنا مالنا يعني ما تتقتلوا، مش هنفتح المعبر، وسيبكوا بقى من نبرة الشقيقة الكبرى والكلام ده.. إحنا لينا 4 سنين بيتعمل معانا الواجب". إلا أنه لم يتم تحويلها للتحقيق واعتبرها كبير مذيعي نشرات الأخبار بقطاع الأخبار عمرو الشناوي تعبّر عن رأي الشارع المصري. أما الإعلامية رانيا بدوي في قناة التحرير، فقد نشبت مشادة كلامية بينها والسفير الإثيوبي بالقاهرة محمود دردير، ما دفعها إلى إغلاق الخط في وجهه من دون أن تسمح له باستكمال كلامه. وخلال المكالمة عبّر السفير الاثيوبي، عن رفضه للأسلوب السيئ الذي تحدثت به المذيعة معه قائلاً: "أنت لا تفهمين شيئاً عن السدود وتتحدثين بنبرة متعالية". لترد هي بصوت عال ومقاطعة له: "سيادة السفير لقد تجاوزت حدودك معي، وأنا لا أوصف كلام حضرتك، ويجب ألا تحدثني عن التعالي، ومن حقي أن أسأل الأسئلة التي يراها الشعب المصري، ومن الدبلوماسية ألا تصف سؤالاً ولا تهاجم أحداً، وعندما تسأل سؤالا إما أن ترد أو تقول لا تعليق، ثم أغلقت الخط في وجهه". وفي تجاوز آخر شهدته الشاشة عقب تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر واحتفال المصريين بميدان التحرير وما رافق ذلك من حدوث واقعة التحرش الشهيرة تجاوزت الإعلامية مها بهنسي، في تلك الواقعة بقولها: "مبسوطين بقى.. خلي الشعب يهيص" تعقيباً على ما قالته مراسلة قناة "التحرير" حول وجود حوادث تحرش. من جانبه، قال أستاذ الصحافة ووكيل الإعلام في جامعة القاهرة الدكتور محمود علم الدين إن الإعلام المصري بدأ بعد ثورة 25 يناير وعلى مدار 3 سنوات في الانهيار والتجاوز غير المهني وغير الأخلاقي وكأن الشاشة فقدت احترامها للمشاهد، هذا بالإضافة إلى وجود برامج حوارية الهدف منها الفضيحة ورصد حالات من النفاق لصالح شخصيات بعينها، كما أن الثورة لم تصل إلى الإعلام وأصبح الإعلاميون متجاوزين في حق أنفسهم، فالكل يتلون والكل يخدم مصالحه. ووافقته في الرأي عميد كلية الإعلام السابق في جامعة القاهرة الدكتورة ليلى عبدالمجيد، مستنكرة حالة برامج "التوك شو" والتجاوزات التي تحدث فيها وحالة الهرج والمرج والتعتيم على بعض القضايا وعدم احترام هذه القنوات والبرامج للمشاهد المصري الذي بدأ ينصرف عنها وعما تحمله من سموم فكرية أصابت الشعب المصري بالاكتئاب. أما حالة الخروج عن النص، فأكدت أنها زادت في الفترة الأخيرة وخطورتها على البلاد جسيمة للغاية ولا بد من وقفة في هذا الأمر حتى لا تتطور الأوضاع لما هو أبعد من ذلك، خصوصاً أن الإعلام هو مرآة الدول للعالم الخارجي.