تحوّلت ليلة هادئة في أحد شوارع شبرا الخيمة إلى مأساة تمزّق القلب، حين فقدت أم نجلها الوحيد برصاصة غادرة أنهت أحلامه في لحظة، وخلفت وراءها بيتًا يملؤه الصمت والحسرة، وستارة ما زالت تحمل آثار دمه كأنها تروي الحكاية كل يوم. موضوعات مقترحة الداخلية تواصل جهودها لتسهيل خدمات الأحوال المدنية على المواطنين بالمحافظات | صور ضبط تجار عملة خارج السوق المصرفية.. الداخلية تشدد قبضتها على المضاربين ضبط مخالفات بالجملة لقرار الغلق.. الداخلية تواصل حملاتها على المحلات تجلس الأم بين جدران بيتها الصغير، تتحدث بصوت مبحوح تكسوه نبرة الحزن والذهول، ولم تكن تدري أن تلك الليلة التي بدأت عادية كغيرها، ستنتهي بمشهد لا يُمحى من الذاكرة. تقول الأم وهي تحبس دموعها: «كنت راجعة من السوق وتعبانة، ومرات ابني كانت قاعدة معايا تساعدني، فجأة الكهربا قطعت، وبعدها سمعت خبط جامد على الباب وصوت الناس بتصرخ». لحظات مرت كأنها دهور، وحين فتحت الباب وجدت الفاجعة أمام عينيها، حيث تتوقف لبرهة ثم تتابع بصوت مختنق: «لقيت ابني مرمي والدم في كل حتة.. حتى الستارة كان عليها دمه». لم يكن المشهد سوى بداية كابوس طويل، أي هرع الأبناء والجيران لمحاولة إنقاذه، لكن القدر لم يمهلهم أثناء نقله إلى المستشفى، أصابته رصاصة في رقبته أنهت حياته في ثوانٍ، وتصف الأم المشهد والدموع لا تفارق عينيها: «الرصاصة خلصت عليه في لحظة.. مات وأنا مش مصدقة». الشاب الراحل عبدالرحمن، لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، أنهى خدمته العسكرية منذ أشهر قليلة، وعاد إلى أسرته حاملاً أحلامًا بسيطة من عمل شريف ومستقبل صغير يبنيه بجهده، وتروي والدته بفخر مملوء بالحزن: «كان طيب وحنين، بيحب يساعد الناس، كان بيشتغل وبيحوش علشان يعمل مشروع، عمره ما أذى حد». لكن القدر لم يمنحه فرصة النجاة، فكل شيء حدث في لحظات خاطفة قلبت الهدوء إلى صراخ ودماء، ويقول الجيران إن الأمر بدأ بخلاف عابر لم يتجاوز بضع كلمات، قبل أن يتطور سريعًا إلى مشاجرة انتهت بجريمة هزّت الحي بأكمله. تروي إحدى السيدات ممن شهدن الواقعة والارتباك يعلو صوتها: «كل حاجة حصلت فجأة، محدش لحق يعمل حاجة ولا يفهم إيه اللي بيحصل»، بينما تعالت أصوات الأهالي مطالبة بالقصاص وكشف ملابسات الجريمة، حتى يطمئن قلب الأم التي لم تعد تجد سوى الصبر عزاءً. ومع تداول الحادث على مواقع التواصل، بدأت الشائعات تنتشر وتربط الجريمة بقصة فتاة أو خلاف عاطفي، إلا أن الأم رفضت كل تلك الأقاويل، وقالت بحزم يشوبه الانكسار: «ابني ما يعرفش الكلام ده، مكانش بتاع بنات ولا مشاكل.. الناس ظلمته واغتالوه غدرا»، ثم تحتضن صورته كأنها تستمد منها بعض الحياة. تنظر إليها وتهمس برجاء يمتزج بالألم: «يا سيادة الرئيس، ابني ما عملش حاجة، اتاخد غدر.. أنا عايزة حق ابني».