تعالت صرخات ما يقرب من 17 ألف مواطن من أبناء قرية بحر البقر التى تبعد 45 كيلو مترا عن محافظة بورسعيد، وهى إحدى القرى المحرومة من الخدمات وإهتمام الحكومات المتعاقبة فالوحدة الصحية، تفتقر لأبسط مبادئ كونها وحدة صحية، فيكفى أنها لا يعمل بها سوى طبيب واحد، ومن العجائب أنه يتولى الكشف على جميع الحالات المرضية.. ورغم أن هناك أحدث الأجهزة التى لم تستعمل نهائياً، إلا أنها تفتقر للأدوية وأجهزة أخرى من الأشعة. وفى جوله ل «صفحة المحافظات» سجلت صرخات أبناء القرية، كما سجلت الغياب الكامل للعاملين بالوحدة الصحية التى أغلقت أبوابها فى الواحدة ظهراً. وهذه الوحدة لا يوجد بها طبيب أسنان أو صيدلى وفى الغالب اذا وجد طبيب فإنه لا يمتد فى ساعات العمل بهذه الوحدات أكثر من الساعة الواحدة بعد الظهر فقط، كما تفتقر هذه الوحدات إلى الأمن لحماية الممتلكات والأدوات بداخلها، الغريب أننا اكتشفنا أنه لا يوجد أى رعاية لنساء سكان هذه القرية فلا يوجد طبيب لأمراض النساء والولادة ولا الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة وكذلك غرف الأسنان بها أجهزة ومؤهلة لإستقبال المرضى لعلاج الأسنان لكنها بدون طبيب، بالاضافة لسوء حالة دورات المياه، وبالنسبة للمعامل بها الكثير من الأجهزة الحديثة التى لم تستخدم. ويقول مسعد المليجى، نائب مجلس الشعب السابق، إذا وقع حادث لأى فرد يتم نقله إلى مستشفى بورسعيد العام لعدم وجود خدمات طبية. ويقول عم «فتحى عبد الرازق، أحد سكان القرية، بعد الساعة العاشرة مساءً مفيش وحدة ولا أطباء، مدير الوحدة الدكتور جمال صبح، بيحضر الصبح الساعة العاشرة والنصف ويغادر بعد الواحدة ظهراً لأنه يمتلك عيادة خاصة بالقرية، والمريض بيضطر للذهاب لطبيب إحدى الصيدليات بالقرية، يوصفله الألم ويقوم بصرف العلاج ودائماً ما يكون مسكنات تحدث بعدها مضاعفات. أما بالنسبة لمدير الوحدة إذا صادفك الحظ وعثرت عليه يسألك بماذا تعانى دون الكشف عليك، وفى النهاية يقوم بتدوين ثلاثة أدوية هى «كوتفان برستامول دواء للكحة» فقط .. مرض ابنى الصغير وأضطررت أن أذهب به الى الدكتور جمال بعيادته الخاصة لأنه أغلق الوحدة ظهراً وقام بالكشف عليه وأعطى له حقنه زادت من حرارته، فقمت بالذهاب لطبيب الصيدلية، وأعطانى دواء بمبلغ ستين جنيهاً، ولكن زاد مرض ابنى فأضطررت فى النهاية أن أصحبه الى المنزلة، وبعد الكشف عليه أفادنى الطبيب هناك أن طبيب الوحدة فشل فى تشخيص مرض ابني، والمشكلة أننى تكلفت 310 جنيهاًت للعلاج بخلاف الوقت الضائع. ويشير محمد السيد جابر، أحد الشباب: أن أهالى القرية معذبون بين بورسعيد والمنزلة، كما أن طريق السلام يشهد حادثين الى ثلاثة يومياً والغالبية العظمى من المصابين يفقدون حياتهم أثناء رحلة نقلهم إلى مستشفيات بورسعيد أو المنزلة وكلها تبعد 45 كيلو متر عن القرية، وطالب بضرورة وجود أطباء الطوارئ المتخصصين فى الحوادث لإنقاذ الأرواح. ويقول محمد على أحمد، من شباب القرية، إنه شاهد على الأهمال الجسيم للوحدات الصحية والإسعاف، حيث غرق طفل لا يتجاوز ال سنة من أبناء القرية فى السابع والعشرين من رمضان الماضى وأنتشلته أسرته وأهالى القرية وقاموا مسرعين الى الوحدة الصحية، ولكن كالعادة لا يوجد أحد فحملوه الى مركز الإسعاف، ليجدوا الطبيب والمسعفين يشترون وجبة الأفطار من الشادر، وما أن عادوا الى المركز وشاهدوا تجمهر الأهالي، وبدون مبالاة وأثناء وضعهم المشتروات، فارق الطفل الحياة دون أن يسعفه أحد، فقام الأهالى بالتعدى على الطبيب والمسعفين وتحطيم الوحدة. ويوضح محمود الصعيدى أن هناك 50 من أبناء القرى يذهبون لمستشفى بورسعيد العام للغسيل الكلوي، بخلاف الذين يذهبون للمنصورة.